مايونت - في 28سبتمبر 1994م وافق مجلس النواب على التعديلات الدستورية التي شملت أجزاء كثيرة من دستور دولة الوحدة لعام 1990م، وكان من إيجابيات ذلك التعديل التطور المهم الذي أحدثته في شكل النظام السياسي، فبدلاً من«مجلس الرئاسة» الذي يضم «5» أعضاء منتخبين من مجلس النواب لولاية مدتها خمس سنوات حسب المادة«82»من دستور1990م أنشأت تعديلات 1994م منصب رئيس الجمهورية، ونص الدستور المعدل في المادة«107» على انتخاب رئيس الجمهورية من الشعب عبر انتخابات تنافسية يخوضها مرشحان على الأقل، ويقدم المرشحون طلبات الترشيح إلى مجلس النواب الذي ينظر في مدى توافر الشروط لدى المرشحين ومن ثم يعرض المرشحون للمجلس، ويصبح مرشحاً من حصل على تزكية بنسبة «10%»من أصوات أعضاء مجلس النواب.
ونص الدستور في المادة «111» على أن تكون مدة ولاية رئيس الجمهورية «5» سنوات، على أن ينتخب رئيس الجمهورية عقب التعديل الدستوري من قبل مجلس النواب، وبعد انتهاء مدة ولايته «5» سنوات يصبح منصب رئيس الجمهورية تنافسياً.
وقد جاء موعد انتخاب رئيس الجمهورية انتخاباً مباشراً في سبتمبر1999م، وكان المؤتمر الشعبي العام عقد مؤتمره العام السادس في 4يوليو1999م واتخذ قراره بترشيح الرئيس علي عبدالله صالح للانتخابات التي ستجرى في شهر سبتمبر، وانضم إلى دعم هذا الترشيح أحزاب في المجلس الوطني للمعارضة الذي يضم «8 احزاب» وكان حزب الإصلاح أعلن مبكراً أنه لن يتقدم بمرشح إصلاحي في الانتخابات الرئاسية، وأن مرشحه هو الرئيس صالح وبذلك صار الرئىس صالح مرشحاً باسم ماعرف بعد بــ«التحالف الوطني» بينما أعلن الحزب الاشتراكي أنه سيرشح أمينه العام علي صالح عباد«مقبل»، وأعلنت أحزاب مجلس التنسيق للمعارضة دعمها لهذا الترشيح، وإلى جانب هذين المرشحين قدم«28»شخصاً طلبات ترشيحهم إلى مجلس النواب، اثنان منهم حزبيان والآخرون مستقلون.. مجلس النواب عند نظره تلك الطلبات استبعد ستة مرشحين أحدهم أمي ، وثان قاصر وثالث متزوج من أجنبية، وثلاثة أعلنوا انسحابهم قبل موعد عرض اسماء المرشحين أمام المجلس للتزكية، بينما اعتمد المجلس«24»مرشحاً وعرض اسماءهم للتزكية في جلسة خاصة عقدها المجلس يوم 20يوليو1999م، وبناء على نتائج التصويت في تلك الجلسة يصبح من يحصل على تزكية بنسبة«10%» من أصوات أعضاء مجلس النواب مرشحاً في الانتخابات الرئاسية، وقد أسفرت نتائج التصويت عن حصول المرشح علي عبدالله صالح على«182»صوتاً يليه نجيب قحطان الشعبي «39»صوتاً و«25»صوتاً للمرشح خالد الزارقة، ولم يحصل مرشح الاشتراكي علي صالح عباد (مقبل)، سوى على«7»أصوات، وهي أقل من الأصوات المطلوبة للحصول على تزكية بنسبة«10%» وبالتالي سقط حظه في المنافسة على منصب الرئاسة.