|
|
|
|
|
|
|
|
| الأربعاء, 23-أغسطس-2006
|
مايو نيوز -
بسم الله الرحمن الرحيم
(واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)
صدق الله العظيم
((بلدة طيبة ورب غفور))
صدق الله العظيم
أهداف ومبادئ ثورة 26 سبتمبر العظيمة
أولاً: التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهمان، وإقامة حكم جمهوري عادل وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات.
ثانياً: بناء جيش وطني قوي لحماية البلاد وحراسة الثورة ومكاسبها.
ثالثاً: رفع مستوى الشعب اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وثقافياً.
رابعاً: إنشاء مجتمع ديمقراطي تعاوني عادل، مستمد أنظمته من روح الإسلام الحنيف.
خامساً: العمل على تحقيق الوحدة الوطنية في نطاق الوحدة العربية الشاملة.
سادساً: احترام مواثيق الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، والعمل على إقرار السلام العالمي، والتمسك بمبدأ الحياد الإيجابي، وتدعيم مبدأ التعايش السلمي بين الأمم.
بسم الله الرحمن الرحيم
منذ أن ألقت الأقدار على كاهلي حمل أمانة قيادة الأمة وجدت نفسي مشغولاً بجملة من الهموم التي كان في مقدمتها خطورة ترك الساحة خالية من فكر وطني.. وفي فراغ سياسي، نظراً لأن ذلك الفراغ كان يشكل ثغرة لا نأمن معها من تسرب أفكار الآخرين برمتها على ما في ذلك من مخاطر.. ولكم كان يحز في نفسي رؤية مجاميع من أبناء اليمن تمزقهم الخلافات الطاحنة جراء الانحياز لهذا الفكر الدخيل أو ذاك، بل لكم كان يشق علي أكثر أن ينتهي التأثر الفكري ببعضهم إلى حد أفضى إلى التبعية لجهات دولية، والتخلي عن ولائهم الوطني لليمن أرضاً وشعباً.
حيال ذلك عنت لي فكرة الدعوة إلى وضع ميثاق وطني يستمد روافده ومضامينه من تاريخ وتراث شعبنا وواقعه ومصالحه وطموحاته، ومن انتمائه الديني والوطني، والقومي وعقيدته الراسخة ليصبح دليلاً نظرياً يجمع بين الأصالة والمعاصرة في توزان دقيق لا يخل بضرورة التمسك بهويتنا اليمنية والعربية والإسلامية.. ولا يلغي حقنا في الأخذ بالمشروع من أسباب الحضارة والمدنية، بما يكفل لنا تحقيق التقدم والرقي والتطور وصولاً إلى حياة أفضل، ومستقبل زاهر للشعب وكان لا بد لمثل هذا الميثاق من التأكيد والتوكيد على مبادئ وأهداف ثورتنا.. والاستهداء بحصيلة تجاربنا الوطنية بالإضافة إلى الاستفادة من تجارب الآخرين فيأتي متكاملاً، ويكون شاملاً قدر الإمكان..
ومع ذلك لم يقتصر تصوري للميثاق المنشود إذ ذاك على أن يكون دليلاً فكرياً فحسب وإنما ليكون كذلك بمثابة عقد اجتماعي بين مختلف الفئات الاجتماعية وقوى وشرائح شعبنا لتحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي تعزيزاً للوحدة الوطنية حتى تتضافر الطاقات والجهود من أجل بناء اليمن الجديد يمن الوحدة والمستقبل الزاهر..
واتساقاً مع ما سلف جاء (الميثاق الوطني) ليؤكد من ضمن ما أكد عليه على أن (ظروفنا الواقعية، واحتياجاتنا الوطنية، وما يمليه منطق الثورة الذي يجب أن يهيمن على جهودنا المتواصلة وتجاربنا محددين معالمنا السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية بصورة أوضح وأعمق انطلاقاً من أهداف الثورة، وتحقيقاً لطموحات المجتمع في التطور والتقدم) ولما كان أي فكر يصبح هلامياً وبعيداً عن استيعاب حقائق الواقع الحاضر ولم يستقر رأي متطلبات المستقبل إذا لم يقم بفرز التجارب الوطنية، ويستفيد من تجارب الآخرين فقد نص (الميثاق الوطني) على أنه "لا بد لنا أن نستفيد من تجاربنا وتجارب الآخرين من خلال دراسة موضوعية لتلك التجارب ومعرفة الآثار السلبية لنزيلها ونتجنبها، والآثار اللإيجابية لنقويها ونطورها".
وتكمن عظمة (الميثاق الوطني) في أنه لم يكن حصيلة جهد فردي أو نخبة اجتماعية، وإنما كان نتاج جهود جماعية مضنية اشتركت فيها مختلف القوى والفئات الاجتماعية والشخصيات الوطنية عبر ممثلين عنها أنفقوا في إعداد مشروعه أمداً ليس بالقصير.. ناهيك عن إسهام آخرين من ذوي الكفاءة والمقدرة في مراجعته ريثما تم التوصل إلى صيغة نهائية مقبولة من الجميع بعد سلسلة من الحوارات الوطنية الجادة بروح ديمقراطية.. وإثر ائذ جرت عملية الاستبيان الشعبي عليه ليصبح بعد إقراره وثيقة إجماع وطني سجلت بذلك سبقاً في تاريخ العمل السياسي منذ فجر الحركة الوطنية في اليمن..
وعليه يمكن القول بأن (الميثاق الوطني) يشكل ضمانة للحيلولة دون الإنحراف نحو هاوية الإرتهان الفكري.. وصمام أمان ضد محاولات الاستلاب السياسي الخارجي.
ورغم مرور ثلاثة عشر عاماً على إقراره في المؤتمر الشعبي العام يوم 24 أغسطس 1982م، فإن أصالة أسسه ومضامينه، وسلامة رؤاه وتصوراته للمستقبل لم تتأثر بتقادم العهد عليه بدليل تعاظم التفاف جميع أبناء شعبنا حوله واجتذابه – مع مرور الوقت- للمزيد من القوى السياسية اليمنية التي تعتبره قاسماً مشتركاً لها يعكس مفاهيمها، ويعبر عن أفكارها، ويترجم طموحاتها وآمالها..
ولئن كانت الفترة الفاصلة بين وضع (الميثاق الوطني) وحتى الآن قد حفلت بتطورات هامة تمثلت في ما شهده الوطن من أحداث عظام، ومتغيرات جسام، وتحديات مصيرية، ومنجزات ومكاسب وطنية بالغة الأهمية، فإنها قد أثبتت بالمثل قدرة شعبنا على التغلب على الصعاب والصمود في وجه المحن والأخطار وقهر المؤامرات والتفاعل مع المتغيرات الوطنية والدولية وتطويعها لصالح أهدافه وخدمة مصالحه وطموحاته.. وما من شك في أن تسلحنا بالرؤى الواضحة التي يتضمنها ميثاقنا الوطني قد رفدنا بفيض من الثقة بالنفس والاعتماد على الذات والفهم الواعي لكيفية معالجة ما يعتور طريقنا من التحديات.. وما يواجهنا من أزمات، ذلك لأنه رسم لنا بوضوح معالم الطريق، وحدد لنا الخطى التي ينبغي علينا التزامها في سبيل أهدافنا العاجلة والآجلة.
وإذا كان (الميثاق الوطني) قد ركز على الوحدة اليمنية بوصفها قضية محورية لكونها تمثل قدرنا ومصدر قوتنا كشعب واحد منذ الأزل، فمن هذا المنطلق وحرص المؤتمر الشعبي العام الذي شكل منذ قيامه في 24 أغسطس 1982م إطاراً تنظيمياً للوحدة الوطنية على أن يكون له شرف الاضطلاع بدور أساسي وفعال في الدفع قدماً، وبخطى حثيثة، نحو إعادة تحقيق الوحدة اليمنية ووضعها في صدارة اهتماماته الوطنية. باذلاً في سبيلها جهوداً كبيرة وصادقة حتى تأسست الجمهورية اليمنية التي مثل الإعلان عن ميلادها يوم 22 مايو 1990م أروع تعبير عن إرادة شعبنا جيلاً إثر جيل، وأعظم إنجاز لأهم هدف من أهداف الثورة اليمنية، وتجسيداً لمطمح من أعظم مطامحنا الوطنية النبيلة التي تضمنها الميثاق الوطني، ومكسباً قومياً للأمة العربية جمعاء، ذلك لأن إعادة الوحدة اليمنية بقدر ما تشكل ضمانة لأمن واستقرار اليمن والمنطقة، كلها، فإنها تشكل كذلك رافد قوة ودعماً للأمة العربية قاطبة..
ومثلما كان المؤتمر الشعبي العام هو الشريك الرائد والأساسي في إعادة توحيد الوطن، فقد كان -أيضاً- هو المبادر إلى ربط قيام الوحدة بالتزام الديمقراطية والتعددية السياسية – نظاماً ونهجاً- كما لم يتوان مطلقاً عن العمل مع غيره من القوى الوطنية الخيرة من أجل تعزيز الوحدة الوطنية وتكريس الممارسة الديمقراطية القائمة على التعددية الحزبية والسياسية والتداول السلمي للسلطة، انطلاقاً من قيم ومبادئ الميثاق الوطني الذي يدعو إلى التقيد بتلك الممارسة الحضارية، وينص على أنه "لا حرية بون ديمقراطية ولا ديمقراطية بدون حماية ولا حماية بدون تطبيق سيادة القانون.."
وكما كان انعقاد مؤتمره العام الخامس مناسبة أتاحت للمؤتمر الشعبي العام الوقوف بمسؤولية أمام شتى التطورات الهامة على الساحة اليمنية، وحيال المكاسب الوطنية العظيمة التي تحققت لشعبنا.. فلقد كان أيضاً فرصة لإقرار إجراء بعض التعديلات على (الميثاق الوطني) حتى يظل قادراً باستمرار على مواكبة كل التحولات والمستجدات في ضوء التجارب الماضية..
أخيراً.. فإن من حق شعبنا أن يتمسك بـ(الميثاق الوطني)، ذلك لأنه يتسم كفكر بالوسطية بين اليمني واليسار، ويمثل أقصى الممكن وأدنى المطلوب في غير إفراط ولا تفريط.. ملتزماً في ذلك بقوله تعالى (إنا جعلناكم أمة وسطاً)
"صدق الله العظيم"
وكذلك بالحديث الشريف على صاحبه أفضل الصلاة والتسليم:
(خير الأمور أوسطها)
والله نسأل أن يسدد على طريق الحق وخير اليمن كل أقوالنا وأفعالنا.. أنه نعم المولى وتعم النصير..
((ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب))
"صدق الله العظيم"
الفريق/ علي عبد الله صالح
رئيس الجمهورية
رئيس المؤتمر الشعبي العام
|
|
|
|
|
إقرأ معنا |
بقلم الاستاذ عارف عوض الزوكا الامين العام للمؤتمر الشعبي العام
الشيخ سلطان البركاني
د/ علي مطهر العثربي -
عبدالكريم المدي
محمد أنعم
حافظ مصطفى علي
احمد غيلان
|
ملفات سابقة |
|
|
|