مايونيوز -
قال الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام: إن الوطن اليمني يعيش منذ أربعة أعوام في دوامات رهيبة جراء ازمات شديدة توالت عليه انهكته وكادت أن تسحق قواه في الحياة ولكنني على ثقة ويقين من زوالها وانفراجها ذات يوم.. ونصيحتي للمناضلين المؤتمريين وحلفائهم وسائر المناضلين في الوطن أن يحتزموا بالصبر والثبات في الوقت الحاضر.
وها نحن نرى بالعين المجردة سقوط أوراق الصراع والرهان على ذهاب اليمن إلى الحرب الواحدة تلو الأخرى.. الوطن يبدو من خلال تمسك الاخيار فيه بالحوار والتفاهم قاب قوسين أو أدنى من الانفراج إذا ما كف الاغيار عن تدخلاتهم في شؤونه.. واليمانيون يعلمون قبل غيرهم بما ينفعهم وبما يضرهم.. وهم على علم من أن بلدهم هذا في رباط من الله ثم الشعب مهما عظمت المؤامرات.. ومهما تكالب المتكالبون على وحدته الوطنية وأمنه واستقراره من الداخل والخارج.
نعم أن رؤوس الشر تعد ليوم يرونه بعيداً ونراه قريباً.. ويلاحظ الناس في حراك هؤلاء وأولئك طفرات من الحمق والطيش والدفع بالبلاد والعباد إلى خارج دائرة الحوار والتفاهم.. ولكن الوطن اليمني لم ولن يخلو من أهل الحكمة وذوي العقول الراجحة الذين لا يعدمون البحث عن ايجاد حلول للأزمة أو بالحدود الدنيا ايجاد مخارج لتنفيسها حتى لا تنفجر في أوساط الوطن بأسره.
اليمنيون أولو حكمة وصبر ونظر في الأمور وأولو عزم وحزم إذا ما قرروا.. وهم قد قرروا: ان لا حل للأزمة إلا بالحوار.. ومن شذ شذ في النار وهم عليه ضدا.. لا يسعنا في هذا المقام إلاَّ أن ننصح المراهنين على احتياجات اليمن الظاهرة من الذهاب بعيداً خلف هذا الوهم إلى تركيعه او حتى ترويضه.. فاليمن كان ومازال وسيظل عصياً على أن يصار كذلك.. ولنا في تاريخ اليمن الحديث والمعاصر دروس وعبر لمن يريد أن يفهم.
مشكلات اليمن واليمنيين لا يمكن أن تحل إلاَّ بالحوار اليمني وبعيداً عن التدخلات الخارجية.. واليمنيون لديهم تجارب لا يستهان بها في احتواء تدخلات الخارج والاستفادة منها.. ومن يعتقدون أنهم قادرون على تفريق كلمة اليمنيين وتمزيق صفوفهم بتدقيق الأموال والسلاح وتكديسها بين أيدي اعملاء سيكتشفون للمرة الألف أنهم كانوا على خطأ.
الشعب اليمني مالك حضارة وثقافة تعلم العالم الوطنية الحقة.. ولا يضيره في شيء أن يرى في صفوفه أفراداً هنا أو هناك من أحفاد أبى رغال أو ابن العلقمي.. الشعب اليمني لديه تاريخ عريض طويل وامجاد في مسيرة تطور وتقدم المنطقة يشهد بها الداني والقاصي من أبنائها ولا يجهلها أو يتجاهلها إلاَّ القابضون على الأوهام من حكامها.
نحن أناس تعودنا الرحيل إلى نهارات الاستقلال والحرية في ظلمات ليل الاستعمار والعبودية فما بالنا في العيش لحظات عابرة في خلافات الأهل والأصحاب في الوطن.. تقول العرب: في كل الشجر نار واستمجد المرخ والغفار. وكل مناضلي هذا الشعب ومناضلي كل الشعوب هم بمثابة المرخ والغفار في اشعال وتأجيج نيران الثورات.
في اليمن متسع لإجراء الحوار بيننا.. هذا إذا أردنا ألاَّ نمكن غيرنا من التدخل في شؤوننا.. علينا أن نتعلم كيف نصبر على أنفسنا؟! تذكروا أن القائد سيف بن ذي يزن جاء بالفرس ليساعدوه على اجلاء الاحباش من اليمن ولما تم هذا الأمر.. تمكن الفرس من القبض على اليمن حتى جاء الإسلام وحرر الجميع مما كان كائنا إلى الابد.
اليمن في الوقت الحاضر درة ثمينة بموقعها الجغرافي وتاريخها العميق وتعداد سكانها وملكات خواصها من أصحاب الثقافات والمهن والمال الأمر الذي زاد من مكانتها في نظر محيطها العربي والاقليمي والعالمي.. ولعلهم لكل ما تقدم يودون أن اليمن: إما قابعة مستكينة ذليلة متلاشية في مكانها وإما مشتعلة تتوقد لهباً بما عليها من بشر وطاقات لكي تعرف معنى الاستسلام الخانع أمام حاجات وضرورات ناسها الناجمة عن الخلافات والحروب الممولة والمبرمجة.
الخلاصة
دول المحيط العربي والاقليمي والعالمي لا تستطيع ان تساعد اليمنيين مالم يحاولوا مساعدة أنفسهم والأمم المتحدة لا تستطيع أن تنجز شيئاً يذكر ما لم يتوافق فيما بينهم.. الكل هنا أصحاب مصالح وصاحب المصلحة داخل في الربح خارج من الخسارة.. فالحوار اليمني ـ اليمني يستطيع عبره اليمنيون عمل الكثير من الاشياء المفيدة.
لا السعودية محايدة فيما جرى ويجري في اليمن ولا إيران.. ولابأس ان يفر اليمنيون بأنفسهم وحوارهم داخل اليمن ولكن ليس هناك للفرار خارج اليمن.. علينا أن نوجد الأمن والأمان كضرورة للحوار والعيش في بلادنا.