مايونيوز -
التطرف والإرهاب صارا سيدا الموقف في اليمن اليوم، وهما قد أخذا في تهديد الوطن بأسره من أقصاه إلى أقصاه.. فالإرهاب قد حرص على اختتام عام 2014م بمجزرة المركز الثقافي بمدينة إب عاصمة اللواء الأخضر، ذلك العام الذي وصلت ضحايا الإرهاب فيه إلى سبعة آلاف شخص.. ثم افتتح عام 2015م بمجزرة نادي الضباط كلية الشرطة بصنعاء أمانة العاصمة.. وفي البداية والنهاية كان الضحايا يمنيين من رجال الثقافة والإعلام والأمن.
لا ندري ما اذا كان هذا كافٍ ليصحو رجال السياسة والكياسة في يمننا من غفلتهم وانخراطهم في خلافات لا أول ولا آخر لها من أجل السلطة والثروة التي اطاحت بأمن واستقرار الوطن وتهدد وجوده ووحدته الوطنية.. اننا نعتقد ان خلاص الجميع يكمن في الاصطفاف الوطني في وجه الإرهاب أولاً.. هذا هو مبرر وجود الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني وكذا قبائل وعشائر اليمن.
الشراكة الوطنية الحقيقية في محاربة الإرهاب الذي يهدد وجود الجميع تؤدي إلى تحقيق الشراكة في بناء الوطن على ضوء مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل.. إذا تكتلت قوى شعبنا السياسية والجماهيرية ووقفت وقفة مسؤولة واحدة أمام همجية ودموية الإرهاب سوف يتسنى لها كسر طوفان أمواجه العاتية الزاخرة بالدم وازهاق الأرواح.
قوى الشعب اليمني على اختلاف تنوعها في الوقت الراهن تريد اللقاء والوحدة حول مصالح الوطن والمواطن.. ولكن الإرهاب الذي يخترق وجودها يمثل أكبر وأعظم موانعها وعوائقها لأنه بات يتربص بها على كل الدروب ويداهمها بقوة بالغة التوحش بلا رحمة أو حساب للأبرياء، ولا ريب أنه قد أدمى حياتنا الحاضرة وأورثنا الكثير من الأحزان.
يا أهل الحكمة والنُّهى تعالوا لنجرب الاتحاد أمام الإرهاب ولننظر.. ماذا تكون النتيجة؟.. الإرهاب يستغل فجوة الخلافات بين القوى السياسية والجماهيرية ذات النفس الوطني ويمارس التدمير والتخريب في ربوع الوطن كما أن رخاوة أجهزة الردع لدى الدولة تمثل إضافة أخرى يستغلها الإرهاب ويشن هجماته الشرسة ضد الوطن والشعب ويلحق بمساراته الوطنية والتقدمية المزيد من الأذى والضرر.
الإرهاب العابر لحدود الوطن يحتم التعاون الدولي الإقليمي والعالمي مع دول العالم العربي والإسلامي.. واليمن من دول المنطقة التي تشكل بيئة مناسبة للإرهاب من عدة وجوه أهمها:
ـ مستوى التطور الاقتصادي والاجتماعي.
ـ التضاريس الجغرافية الوعرة والشائكة الدروب.
ـ بنية الأحزاب والتنظيمات السياسية.
ـ ضعف بنية الدولة وتراجع دورها في حياة المجتمع.
ـ نشوء منظمات المجتمع المدني الملغوم بالتبعية النظرية والعملية في معظم تكويناتها.
ـ زد على ما تقدم ما هو معروف من صراعات المجموعات المسلحة في البلاد حول القرار السياسي ووجود عداوات وخصومات مذهبية فيما بينها طبعت نشاطاتها تجاه بعضها بعضا بالانتقامات والثأرات.. وما يزيد الطين بلة أن ما يجري بينها من خلافات ومعارك تتم بإرادات خارجية.. ولا غرو أنها قد ساهمت مساهمة فعالة في اضعاف الولاء الوطني لدى تلك المجموعات.
يظهر في المشهد السياسي الراهن الإرهاب بقوة ثم انفتاح باب السلامة من جهة وانفتاح باب الندامة من جهة ثانية ويرى الإنسان وكأنه ليس مخيراً في الاتباع.. الناس يعيشون تحت وطأة ضغوطات عديدة في المجتمع منها:
ـ مستوى حياتهم المعيشية.
ـ ثم توحدهم الحزبي.
ـ الانتماء المذهبي.
ـ الانتماء القبلي والعشائري.
خلاصة
الإرهاب نيران حمراء تشعل في البر والبحر في المدن والأرياف.. ولا يرى منجا لأي كان إلا بالتضامن ومواجهة مصادر نيرانه.
الإرهاب آفة إذا حلت في مجتمع من مجتمعات البشر حلت فيه الأحزان والحسرات.
الإرهاب لا يفرق بين الصالح والطالح ولا القوي أو الضعيف ولا المرأة أو الرجل ولا الشيخ أو الطفل.. الإرهاب يأخذ الكل إلى الفناء.
من له عقل في رأسه وحكمة في مراسه يدفعه إلى التضامن مع من سواه من القوى والأفراد لعمل شيئ يضع حداً للإرهاب.. الإرهاب يهدد الشعب أرضاً وإنساناً والويل لمن يتساهل أو يتراخى في مواجهته.. الإرهاب والإرهابيون شوهوا صورة الإسلام في الأمم والشعوب وأعطى مبررات لأعداء الإسلام للنيل من قيمه الرفيعة ورجاله العظماء. وهذه أوطان العرب والمسلمين تعاني من بلاه.