مايونيوز -
في المشهد السياسي اليمني عشية العام 2015م صور شتى أهمها وأبرزها ما يأتي:
ـ فتور الحماس الدولي والأقليمي لتأييد ودعم ما سمَّي بالنظام الانتقالي في اليمن القائم على مزاعم التوافق الوطني بين الأحزاب والمنظمات السياسية من جهة ومنظمات المجتمع المدني الأخرى.
ـ تآكل أجهزة الردع في الدولة واضمحلال وجودها ناهيك عن تلاشي دورها السيادي والمدني.
ـ بروز المجموعات المسلحة في صورة المشهد السياسي بقوة لاسيما أنصار الله والمجاميع الإرهابية.
ـ تراجع نشاط القوى السياسية والجماهيرية المدني المؤمل عليه في بناء ما يقال عنه يمن جديد قائم على الحوار والسلم والشراكة.
في الساعات الأخيرة من عام 2014م وعشية عام 2015م أصبح أنصار الله على مشارف ما كان يعرف بالحدود الاستثنائية بين السلطات الشطرية في شمال الوطن وجنوبه ولا يعوق انطلاقها في الوطن إلا ما هنالك من مكائد حزب الإصلاح (الإخوان المسلمون) والجماعات الإرهابية.. ولا يظن الكثيرون من المراقبين للشأن اليمني أن الحراك الجنوبي في مجمله سيمثل إعاقة حققية بحال من الأحوال في وجه انطلاقة أنصار الله إذا تسنى لهم في الأيام القادمة احكام السيطرة على محافظات شمال الوطن الوعرة المسالك والدروب.
مما أسهم في نجاحات أنصار الله وسهل تمدد حراكهم السياسي والجماهيري في البلاد تأتي قضية رفعهم راية محاربة الإرهاب والفساد العام ومناهضة سياسات تجويع الشعب وتفقيره، وكذا تراخي قبضة سلطة التوافق وانغماس رموزها في عسل سرقة المال العام، والتلاعب بالمساعدات المالية الممنوحة من دول الجوار وغيرها المصحوب بالاهمال التام لحال الشعب الذي عاش ويعيش مهدداً في قوت يومه وأمنه واستقراره.
الرأي العام اليمني بات يعي بكامل الوعي بأن جميع القوى السياسية والجماهيرية لا تخلو من أجندة خارجية دولية سواء أكانت إقليمية أم دولية؟! والتحريض من الداخل والخارج على أنصار الله وباعتبارهم ذراع إيران لا يقدم ولا يؤخر من مسارهم السياسي والوطني في اليمن من أقصاه إلى أقصاه، ومن الخير أن يسارع اليمنيون إلى إيجاد خيارات سياسية وطنية مشتركة لتؤسس لحياة سلمية آمنة تضمن حقوق جميع مواطني اليمن الجديد.
❊ المسار السياسي في المنطقة ومن ضمنها اليمن: قلل ويقلل من إمكانات كانت متاحة لخيار الانفصال ولا يستطيع اليوم أي كان من الناس أن يفرضه على الشعب اليمني بالسلم أو بالحرب، لأنه صار خياراً معزولاً فكرياً وسياسياً ولا يتماشى مع التطور العام ومصالح دول الإقليم والدول الكبرى، والعقلاء من اليمنيين يطالبون بدولة مدنية عادلة ولا يهم أن تكون بسيطة أو مركبة.
أربع سنوات بالوفاء والتمام كابد خلالها شعبنا مرارات لا مثيل لها طالت لقمة عيشه وأمنه.. وعانى منغصات منظورة في الخدمات الإساسية، وسلطة التوافق لا تعنى إلا بمن يدور في فلكها من الفاسدين والمتمصلحين، فلا يضير الشعب في كثير أو قليل انهيارها إذا ما حصل!! إن الحال السائب الذي ساد ويسود البلاد خلق في الناس لا مبالاة مقيتة.. أقلها أنهم اعتادوا أن لا يبالوا بالحوادث والأحداث من حولهم.
انطلاقاً من هذا سيكون عام 2015م، عام الحسم في نزاعات وصراعات القوى السياسية والمسلحة على كافة المستويات من أجل احكام السيطرة على الحكم وسيذهب عهد اللادولة بلا رجعة لأن أوضاع اليمن السياسية والاقتصادية لا تتحمل بقاءه طويلاً.. الناس يقولون لا يهم كثيراً من يحكمنا؟ ولكن يهمنا كيف يحكمنا من يحكمنا؟! فعلى من يتهيأ للحكم في اليمن أن يعلم: كيف يحكم الناس؟!
خلاصة
الوضع العام الذي جاء بالمبادرة الخليجية وحكومة الأحزاب والتنظيمات يتبدل اليوم بصورة مذهلة وهائلة.. والقوى الراعية والمساعدة لتلك السلطة، التي لم تعمل أكثر من توزيع المعونات والمساعدات بين بطاناتها وأعوانها في الأجهزة المدنية والعسكرية ورؤساء القبائل والشيوخ يجب أن تتبدل أيضاً ان لم يكن قد تبدلت فعلاً.
أنصار الله موجودون الآن في ثمان محافظات من أصل 22 محافظة وأعداؤهم يهاجمونهم بأصواتهم من أماكن بعيدة أو يحاربوهم بالانتحاريين هنا وهناك.. وهم يتمددون مثل أمواج اليم العظيم على الرمال الناعمة وكأننا بهم يقولون: كان خروجنا عام 2014م من صحوة وانتصارنا على الفساد والإرهاب سيكون بلاشك عام 2015م.