مايونيوز -
الحياة عزيزة وغالية، ولكن الحرية والكرامة أعز وأغلى.. الثوار والأحرار حقاً وصدقاً، أبعد ما يكونون عن حياة المهانة والمذلة.. الثوار والأحرار حقاً وصدقاً، لا يقبلون بأقل القليل من السمسرة بحقوق الأوطان، ولا يرضون بمزادات البيع والشراء في حقوق الانسان.
الثوار والأحرار حقاً وصدقاً، يسترخصون الدماء والأرواح إذا تعرضت الأوطان للآذاء والأضرار، أو هدد الانسان بالاتباع والارتهان، الثوار والأحرار ياصاح مأمونو الجانب، أوفياء انقياء في موداتهم ومروءاتهم لبلدانهم وأقوامهم.
الثوار والاحرار ياصاح إذا عظمت التحديات والأخطار تعاظمت في نفوسهم العزائم والهمم.. الثوار والأحرار أناس جسورون، يسيرون في مقدمة مواكب الخيّرين من الرجال والنساء، ذوداً عن حياض الأوطان وشرف الانسان مهما زلزلت او حدثت عن نفسها دنيا الناس.
الثوار والأحرار أناس فضلاء من بني البشر، إذا وعدوا صدقوا، وإذا عزموا فعلوا، فرائصهم لا ترتعد في الملمات والخطوب، قلوبهم شفيقة ومشاعرهم رقيقة وعزماتهم أقوى من الحديد.. الثوار والأحرار لا تغريهم المظاهر ولا تستهويهم اللذات والمفاخر.
الثوار والأحرار جماعة من المصلحين الأخيار، لا يكلفون الناس إلاَّ ما هم يستطيعون القيام به.. الثوار والأحرار أناس خلصاء وأصفياء.. نلا يخونون ولا يغدرون، ويمشون بين ظهرانينا على هون.. لا فيهم بطر ولا مجون.. أناس لطفاء ومحبون لا يملون ولا يكلون.. لا يخاصمون إلا في شأن من شؤون الأوطان والإنسان.
هذا لسان الوطن اليمني ينادي الثوار والأحرار من أبنائه قائلا: أين أنتم أيها الأحباب؟، أكاد اغرق بدموع الأسف، جراء ما أكابده، من السفهاء العاقين عديمي التربية والأخلاق الذين يحرضون عليّ أهل الريب والأغراض المشبوهة.
أين أبناء وأحفاد سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر ومايو.. صانعو الثورة والحرية والجمهورية والاستقلال والوحدة الوطنية؟! أين الثوار والأحرار الأوائل التي كانت هاماتهم تلامس السحاب؟! أين رجال ونساء ذلك الزمان الجميل الذين كانت عزائمهم أكثر ثباتاً من جبال هذه الأرض الطيبة؟!.
إني أنا الوطن أسأل، فهل من يجيبني اليوم او غدا؟! لا يساورني الشك أن قلوب الكثيرين من أبنائي معي، ولكن متى تكون النجدة لي مما أعانيه من تطاول الأجانب والفارين من أبنائي إليهم من تكاليف واجب الطاعة والوفاء؟!.
أخشى ما أخشاه، أن يعتاد البعض من أبنائي على خدمة الأجانب، وأن يستحب المنفعة الخاصة، من عادة السوء هذه، وأن يدير ظهره لما ينبغي أن يقوم به من الأقوال والأفعال دفاعاً عن الحرية والكرامة.. إنني أكاد اتمزق من مشاعر الخوف والرجاء في هذا المقام.
منذ أن وجد الاباء والأجداد على ترابي الطاهر وهم يتعاملون مع الناس في محيطهم القريب والبعيد على كوكب الأرض، ولكن تعاملكم أيها الأبناء والأحفاد فيه ما يخيفني حتى الموت.. أنتم فيكم وهن عريض طويل، إنكم تحبون الحياة وتكرهون الموت وهذا ليس من شيم الرجال في شيء.
خلاصة
لا عيب أو ملامة عليكم في ما اختلفتم حوله أمامي.. ولا تجعلوا من مصالحكم الذاتية أسباباً لتقطع السبل بينكم في الحياة.. أبقوا حبال الود والمروءة متصلة بينكم في الائتلاف والاختلاف.. غلّبوا مصالح الشعب والعيش المشترك الأهلي والوطني.
كأنما أنتم تريدون لي المهانة والمذلة بخلافاتكم التي لا تعد ولا تحصى في رحابي.. ما أنتم بالاخوة الأعداء، الذين يرفعون السلاح في وجوه بعضهم البعض.. وما أنتم يالطوائف والمذاهب التي تستحب قهر بعضها البعض.. أنتم أبنائي وفلذات كبدي صالحكم وطالحكم يعز عليَّ.
خذوا من الأشقاء العرب والأصدقاء الأجانب ما ترونه صالحاً لزمانكم ومكانكم.. وإياكم أن تجعلوا من أحدهم مرجعاً لكم في خلافاتكم أو اثفاقاتكم حتى لا يطمع فيكم دانٍ أو قاصٍ في المزيد من التدخل في شأنكم.