مايونيوز -
ما كان في حسابات الحاسبين منا أن يذهب وطننا هكذا إلى ما ذهب إليه فعلاً راضياً أو مكرهاً.. وما كنا نخال أنفسنا إلاَّ أحراراً في وطن حر إلى أن ولجنا في زمن التلويح والتهديد بالتدخلات الأجنبية تحت خدع وأكاذيب الأمن والاستقرار والسلام الذي تنشده أمريكا واخواتها في العالم.
وما كنا نتصور أن يستصاغ سلوك مسايرة الأجانب من قبل بعض رجال السياسة والإعلام ومنظمات المجتمع المدني، إلى الحد الذي يرون وهم فرحون بما هم فيه من العار والشنار.. آن أوان الرفض لهذا الحال الرث والتعبير عن الغضب بكل ألوانه وأطوار الغضب الإيجابي.
يكفي هرولة خلف وعود الأجانب، بلا أدنى وازع من ضمير وطني أو ديني، وحان الوقت أن نربأ بأنفسنا من مآلات ومصائر الارتهانات للبعداء والغرباء إذا أردنا أن نمضي في الحياة أحراراً طلقاء بلا قيود معنوية أو مادية.. هذا الوطن يملك تاريخاً عريضاً طويلاً من التحرر والاستقلال معمداً بأرواح ودماء أغلى الرجال والنساء من أبنائه.
كنا حتى الأمس القريب، نرى أنفسنا في محيطنا العربي والإسلامي، وكأننا أناس متميزيون في مجالي السياسة والكياسة، وبرغم ما لدينا من مواريث التخلف في مجالات هامة أخرى.. وكنا نفتخر بحكمتنا ومساعدة الآخرين لنا.. اننا خرجنا من تسونامي (الربيع العربي) بأقل ما يمكن من الخسائر والتكاليف.
ربما غرنا بعض الشيء كلام بعض أشقائنا وأصدقائنا لنا بأننا نحظى بالصدارة في أولوياتهم على صعيد السياسة الخارجية، وأن اهتمام الكل بنا منزه من أهواء وأغراض المصالح، فهم يريدون مساعدتنا، على أن نعيش أحراراً وعدلاء لهم في الديمقراطية والمساواة بين الرجال والنساء حتى نكون قادرين على التنمية والتقدم والبعض منا صدق المزاعم وسار في ركاب المضللين بلا بصر أو بصيرة.
في الوقت الحاضر يظهر للبعض منا أننا حقاً وصدقاً، لم نقدّر الأمور حق قدرها، حتى كادت أن تتفرق بنا سبل السياسة في الحياة وتوردنا موارد المهالك.. ألا ترون أننا نختلف ونأتلف بايعاز مستور أو منظور من الآخرين؟!، وأننا نتقاتل ونتصالح بدفع من مصالح الآخرين في وطننا أو في محيطنا؟!.
لا عتب علينا إذا ما ثرنا على تقصيرات أنفسنا في أداء أعمالنا في أحزابنا وتنظيماتنا أو في مجتمعنا... البعض منا يزعم أننا قد اقتربنا من مربع الأزمة السياسية التي كانت.. واننا غير قادرين على استكمال ما تبقى من مهام المبادرة الخليجية ناهيك عن اتفاقية السلم والشراكة الوطنية التي وقعت يوم 21 سبتمبر 2014م وأن حكومة الكفاءات جاءت عبارة عن طبخة فاسدة.
من الصعب العسير على من أراد الآن كسر المد السياسي والجماهيري المتزايد لأنصار الله وحلفاءئهم الذي يرتفع وتعلو أمواج تياره العاتي فوق كل الذرى والقمم المعروفة في اليمن، جارفاً في طريقه الفساد العام في الوطن وكذا الإرهاب المتمثل في القاعدة واخواتها... ثم هز ثوابت السياسة القديمة التي أكل وشرب عليها الدهر ولما يستطع أهلها تغييرها مسايرة للعصر وتطوراته.
فتح انصار الله ومن سار في مواكبهم عهد معركة سياسية جماهيرية خالصة.. لا مكان ولا زمان فيها للطوائف والمذاهب ودعاتها، ولا يماري في هذا الواقع من الأفراد والجماعات إلاَّ ذوو العاهات الفكرية التكفيرية والإرهابية وامتداداتهم التنظيمية في العالم.
الخلاصة
السلطة داحة ودرداحة.. مهما سدحت وردحت فانها عديمة الراحة طلابها في شقاء وجحيم.. لا يعيشون ولا يموتون.. وما هي إلاَّ نقش جميل من الوهم الفاتن يعلل به أغرار الحياة.. فلا يجد معنى لتكالب بعض الناس عليها، إلاَّ ما هنالك من إفساد المودات والمروءات بين أهل هذا الزمان البالغ الرداءة.. نادراً فيه من يحامي على جبر عظم الوطن ويخاصم ويحاكم على إصلاح ذات بين الأهل والأحباب.
الأعداء يا صاح تمكنوا من اختراق النخب الثقافية والسياسية واتقنوا زرع المكائد بين ظهرانيها.. شوهوا ماضي الأمة وزيفوا حاضرها ومستقبلها.. وجعلوا من بعض أبنائها لعباً يحركونها كما يشاؤون في الحياة السياسية وزلزلوا بالاخيار الأحرار من أهل القدرة على الإفهام والأعمال في البلاد.