مايونيوز -
تفيد معلومات إعلامية مؤكدة أن عناصر سياسية وعسكرية في حزب الاصلاح يحاولون اقناع قيادات في مجلس تعاون دول الخليج بجرجرة ما تبقى من سلطة التوافق السياسي للشروع في عقد اتفاقية دفاع مشترك معها لتبرير أية تدخلات عسكرية في اليمن تحت ذريعة ايقاف مد انصار الله الشيعي، ناسين أو متناسين أن انصار الله هم من يواجهون القاعدة والفساد في الوقت الراهن.
زد على ذلك أن قيادات في حزب الإصلاح (الاخوان المسلمون في اليمن) هم اليوم من يحرضون قيادات في الحراك الجنوبي على التحرك السريع باتجاه إعلان الانفصال ناسين ومتناسين أيضا فتاواهم بتكفير الحركة السياسية والمواطنين في جنوب الوطن اليمني قبيل وخلال حرب صيف 1994م، وهم بقيادة الجنرال الهارب علي محسن من تسبب في اشعال الحروب الستة في شمال الوطن اليمني.
خلال العشر السنوات الماضية جرب الإصلاحيون كثيرا محاولات تفجير المؤتمر الشعبي العام وما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، وفي زمن الأزمة السياسية 2011م أخذوا عيونهم وجواسيسهم من داخل تكوينات المؤتمر وهم يعدون باصابع اليد، وفي اعقاب توقيع المبادرة الخليجية وتسليم الزعيم علي عبدالله صالح السلطة إلى نائبه الرئيس عبدربه منصور هادي ظن علي محسن الأحمر بعد أن أصبح مستشار الرئيس لشؤون الدفاع والأمن أنه قادر على تفجير المؤتمر، وظل يحلم مع غلمان شيوخ حزب الإصلاح أن ساعة تمزيق المؤتمر قد حانت عبر الدس بين هادي وصالح لكن تمنياتهم ذهبت أدراج الرياح.
اللجنة العامة هي من يعبر عن رؤى ومواقف المؤتمر الشعبي العام في الاحداث التي يمر بها الوطن، أما الصراع السياسي بين انصار الله من جهة وحزب الإصلاح من جهة ثانية فإن التفاعل السياسي والشعبي معه يعود إلى سياسات حزب الإصلاح الشمولية والاستفزازية التي جعلت البعض من الناس يفرحون بازاحة ثقلهم السياسي والعسكري من السلطة ومؤسساتها.
وللأمانة التاريخية أن هناك العديد من قيادات وقواعد أحزاب الوطن قد اشتركت في مناشط انصار الله كراهة لسياسة حزب الإصلاح التدميرية.. والجيش والأمن ناله منها النصيب الأكبر، من تعسفات واغتيالات، فلا عتب عليه أن يشارك في ابعاد مضطهديه وقاتليه، وهم خاصة من أبناء جلدته وليسوا غرباء عليه.
❊ الزعيم علي عبدالله صالح قائد وطني سياسي جريء ومحنك، وليس من رجال السياسة الذين يؤثرون السير في الظلام ويتخفون من حقائق الحياة كما تتخفى الخفافيش عن ضياء الشمس.. ولكن الرجل يقود حزباً وطنياً كبيراً يصل تعداده إلى قرابة ثلاثة ملايين عضو من الرجال والنساء.. وهم في التحليل الأخير مواطنون يؤثرون ويتأثرون بما يجري في بلدهم من احداث، فهل يصح أن يتهم هو والمؤتمر على انخراط بعض الأفراد في مناشط انصار الله؟ ولماذا لا يتهم الإصلاح أو الاشتراكي أو الناصري أو البعث ممن اشترك من اعضائهم في مواكب انصار الله ايضا في عمران وصنعاء وغيرهما من المحافظات؟.
لعلنا لا نحيد عن جادة الصواب إذا ما زعمنا أن حزب الإصلاح لديه تراث لا يقدر بثمن في حبك المؤامرات والدسائس، فسيناريوهات: خديعة جمعة الكرامة وخيانة علي محسن الأحمر بشق الجيش والأمن تحت مبرر حماية ثورة الشباب ومن ثم خطف انتصاراتها وكذا محرقة مسجد الرئاسة في النهدين التي استهدفت الدولة.. وكل هذا السيناريو جرى في زمن الأزمة السياسية 2011م.
❊ ولما وقعت المبادرة الخليجية وتمخضت عنها سلطة التوافق ومؤتمر الحوار الوطني عمد علي محسن وعصابته إلى وضع العصي في دولاب السير، واوصلوا البلاد والعباد إلى حافة الهاوية وهكذا وجد أنصار الله - رغم تحفظنا على حراكهم المسلح - من يمهد أمامهم الطريق، بل ويشترك في حل ما يواجهون من صعاب.
الخلاصة
حدث تبدل هائل واحلال جديد في واقع اليمن السياسي منذ 21 سبتمبر 2014م نظمته اتفاقية السلم والشراكة الوطنية.. والمطلوب أن تساهم جميع القوى الموقعة على تنفيذها، ولكن ظهور القاعدة ومواجهة انصار الله ومن يعاونهم من الحركة السياسية والقبائل حصان رهان للحفاظ على اليمن وأمنه واستقراره حتى يحدث تبدل آخر في البلاد يقوم على أساس السلام والوفاق الوطني بعيداً عن تدخلات الخارج القريب والبعيد.