مايونيوز -
قدم الرئيس عبدربه منصور هادي مبادرة طيبة عشية عيد الفطر المبارك تهدف إلى تسامح وتصالح قوى المجتمع اليمني وبناء اصطفاف وطني يحمي الوطن والشعب من الخلافات والصراعات الهامشية غير المبررة في هذا الوقت بالذات.. لكن القوى الفاعلة استقبلتها بمشاعر باردة وكلمات فاترة لا ترقى إلى المسؤولية الوطنية والتاريخية بحال من الأحوال من وجهة نظرنا في المؤتمر الشعبي العام والتحالف الوطني الديمقراطي.
الثابت أن الحفاظ على الوحدة اليمنية وإيجاد أسس لفكرة التشارك في الوطن الذي يحتاج في الظرف الراهن إلى تعاون وجهود كل أبنائه من أجل تفكيك حلقات الصراعات الجهوية والطائفية والانفصالية من جهة والشروع في التطبيق الخلاق لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني من جهة ثانية وذلك حسب الأولويات المرسومة لها في الرئاسة المتوافق عليها مع سائر القوى المتحاورة.
لما يزل في الوقت متسع أمام القوى الوطنية لتنظر بحصافة في خطوط طول وعرض المبادرة الرئاسية وأن تتفهم مراميها ومغازيها لعل فيها ما ينفع الجميع.. ويبعد الجميع عن مساوئ الخلافات ومهاوي الصراعات.. الدولة مفككة والناس والمجتمع وصلوا إلى مواقع الأخطاء الأمنية والتحديات الوطنية فيما يراه الرائي بالعين المجردة.
اليمن تحتاج إلى صدق واخلاص كل أبنائها لتضميد جراحها الغائرة وجبر كسور عظامها الظاهرة جراء مجريات الأزمة السياسية والتطبيقات المهزوزة للمبادرة الخليجية والتمردات الصريحة والخفية على معانيها ودلالاتها من قبل الجميع وان باقدار متفاوتة من الضرر والأذى.. وللأمانة والتاريخ نقول إن الإنصياع للتوافق الوطني كان فيه شكلية من قبل الجميع.
في فترة ما بعد انتخابات نوفمبر الرئاسية التوافقية التي جاءت بالرئيس هادي إلى الرئاسة كان هناك قدر من التوافق على مؤتمر الحوار الوطني وتسييد المشهد السياسي حوادث الإرهاب واغتيالات ضباط الجيش والأمن وتفجير أنابيب البترول وكابلات الكهرباء وتصعيد نشاطات أطراف في الحراك الجنوبي من نشاطاتها الهدامة ضد التوافق والحوار.
وفي اعقاب مؤتمر الحوار الوطني استجدت حروب انصار الله مع السلفيين والإصلاحيين من جماعة الإخوان المسلمين وخلافهم وتعد مأساة دماج وكارثة عمران خير دليل على عدم جدوى ذلك الصراع مع العلم أن حلول ذلك الصراع محفوظة في اخبارات مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الموجودة لدى السلطة وجميع المتصارعين في محافظة عمران وبعدما لحق بها من قتل ودمار غدا الكل يعض على أصابعه من الندم.
العقل والمنطق يقولان أنه كان بالإمكان تفادي الصراع الدامي في دماج وعمران لو أن المتصارعين اعتمدوا الحوار والتعايش في رحاب الوطن واخضعوا خلافاتهم الطائفية أو السياسية للحوار والتفاهم وتجنبوا التحريض والانزلاق إلى الاحتراب.. وبعد ما جرى الذي جرى، هل إلى العقل والمنطق من سبيل إلى أولئك القوم المتنازعين؟!.
إذا كنا نعلم أن جمر الأزمة مازال متقداً بين رماد التوافق السياسي الذي قضت به المبادرة الخليجية.. يلزمنا أن نفهم أن ذلك التوافق لم يغط بعد المساحة التي يتمدد عليها كل السياسيين اليمنيين في الداخل، هذا ناهيك عن السياسيين العاملين من الخارج، وهم كثر.
الخلاصة
من الطبيعي أن يتسامح اليمنيون وأن يتصالحوا في هذه الأرض الطيبة ليتعلموا شيئا يستحق الذكر وأن يصطفوا بإرادة سياسية وطنية موحدة لتطبيق خارطة مستقبل الوطن التي رسمتها مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.. آن الأوان أن تخرج القوى السياسية والاجتماعية من شرنقة الأزمة بعد أن تهيأت لها كل الأسباب.
لا ينبغي أن نعيش أكثر مما قد عشنا في الماضي.. حان الوقت للخروج إلى المستقبل بكل ما يعنيه من رؤى جديدة وأعمال جديدة.. تعزز الوحدة الوطنية وتوفر آليات ملموسة للتشاركية في يمن جديد يصون الوطن في انتمائه إلى عصره.