مايونيوز -
الشعب اليمني يريد من الساسة الذين يبتزون تمثيل إراداته بالحيل والعادة، ان يكفوا عن ذلك.. وان يقدروا ما الحق به من ضرر وأذى جراء ما كان ويكون.. كما يريد ممن يحكمونه أن يعملوا على إيجاد الأمن والأمان له، وتعزيز سياسات التوافق الوطني المبنية على العدل والانصاف وتوفير الخدمات الأساسية له.. وان يسارعوا إلى التوجه نحو التنمية والديمقراطية والتشاركية في بناء الوطن.
الوطن يعج بالخلافات والصراعات على السلطة والمال ولا يكاد المرء يرى إلا غبار المتصارعين يجلل جبين الوطن بالقهر والغبن اللذين يتمددان في رحابة بلا حدود.. صراعات ثانوية تؤثر على معارك الوطن الحقيقية في صراعه المشروع مع الإرهاب والإرهابيين واستكمال ما تبقى من مهام المبادرة الخليجية، وكذلك تنفيذ مخرجات الحوار الوطني التي تمثل خطة طريق تقدم الشعب في الوقت الحاضر بلا منازع.
الاخوان المسلمون سامحهم الله يجرجرون البلاد والعباد إلى سراديب الصراعات الثانوية، فما شرع الرئيس عبدربه منصور هادي في شن معركة الوطن مع الإرهاب حتى بدأوا في تصعيد الصراع مع انصار الله.. ولم يقفوا عند هذا المستوى من التآمر لتخفيف الضغط العسكري على الإرهابيين في أبين وشبوة بل صوروا غضب الشعب في أمانة العاصمة انقلاباً وتسنى لهم أن يوجدوا شرخاً داخل المؤتمر الشعبي العام.
ولا يستبعد أحد ما لدى الاخوان المسلمين من دهاء وخبث في العمل السياسي والإعلامي يسمونه هم خبرة.. حيث يشاع والعهدة هنا على الراوي أنهم اقروا اطلاق همسهم وتحريضهم باتجاه الرئيس عبدربه ووزير الدفاع اللواء محمد ناصر احمد باتهام الأول بتخريب وشق الحراك الجنوبي والثاني بابهات هيبة الجيش والميل إلى انصار الله في الصراع لأنه يأبى أن يزج بالجيش في الصراع في عمران ليحسم المعركة لصالحهم.
لم يترك الاخوان المسلمون فسحة من الوقت لتقوم الرئاسة خلالها بترتيب أوراق استكمال مهام المبادرة الخليجية وتنفيذ مخرجات المؤتمر الوطني حسب الاولويات المرسومة.. فهم يهاجمون جبال اليمن ومن أجل أن ينفردوا بالحكم يهيمون في كل واد.. ولكن لابد لهم أن يؤوبوا بخفي حنين.. والله ناصر الشعب اليمني والخيّرين من الرجال والنساء من أهل السياسة والحكمة ولو بعد حين من الوقت.
الاخوان بطبعهم يشيعون الظنون والريب حول كل ما تقع عيونهم عليه في أوطان العرب والمسلمين، فعسى الله أن يكبل شياطين وعفاريت السياسة منهم في شهر رمضان الكريم الذي سيحل علينا بإذن الله بعد أيام قلائل كما هو شأن شياطين الانس والجن حتى يتمتع الناس بخير ويقين التوافق الوطني.. ثلاثة أعوام وهم يصنعون العجائب والغرائب بين ظهراني هذا الوطن الطيب بهدف الاستحواذ على كل شيء.
آن الأوان أن تنظر القوى السياسية والاجتماعية الخيرة في ممارسات الاخوان المسلمين وأن تنهض لتضع حداً لغثائهم في البلد خلال الأعوام الثلاثة الماضية، ماذا وإلاَّ سيكون الجميع متهماً في نظر التاريخ بالعجز والتواكل وسيجد الندم طريقه إلى قلوب الطيبين من أبناء هذا الشعب الصابر بعد أن يكون قد سبق السيف العذل لا سمح الله.
حان الوقت أن تركز سلطة التوافق الوطني على مطالب الشعب الضرورية والخروج الآمن من العك السياسي إلى فضاء ما يشغل المواطن في حياته اليومية، علينا جميعاً الاقرار بأن هناك مشاكل ومتاعب في المجتمع منها ما ينبغي أن تتحمله الدولة ومنها ما يقع على عاتق القوى السياسية والاجتماعية.
خلاصة
الشعب اليمني لا يريد خطباء مفوهين ولا يريد نمامين ودساسين ،وانما يريد رجالا ونساءً مخلصين يضعون مصالحه نصب أعينهم ويمضون بعزم وحزم صوب كافة ميادين العمل والانتاج ليرسموا اقداره المستقبلية.
المخلصون من الرجال والنساء يوحدون ولا يفرقون، يبنون ولا يهدمون، ويخدمون الشعب ولا يتحكمون في مصائره.. المخلصون من الرجال والنساء يرون أن الأوطان أغلى من الدماء والأرواح. والحقوق والحريات تؤخذ ولا توهب والنضال من أجلها مشروع إلى أن يرث الله الأرض وما عليها.