مايونيوز -
العالم العربي والإسلامي يحيا في ظل اوضاع معاصرة متردية لا تسر محباً ولا شانياً، فما أن خرج من شباك الاستبداد والدكتاتورية الفردية حتى وقع في فخاخ التدخلات الخارجية، وتحت مزاعم التغيير والحرية والديمقراطية عن طريق الغزو والاحتلال او عن طريق ما يسمى بـ «ثورات الربيع العربي» لم تجن شعوبه وقواه المتقدمة إلا المزيد من الخسار والصغار.
نحن كعرب نعيش في زمن تقطيع أوصال الوحدة الوطنية والقومية نترنح في سيرنا نحو الأمام حيارى ثم نتراجع نحو الخلف تحت صولات وجولات الملثمين من رجال الإرهاب الذين تكالبوا على إفساد حياتنا الراهنة.
وما يحز في نفوس الأحرار منا هو أن البعض منا يحكم بما يرضي الغرب!.
من هنا توفرت بعض الأسباب لحياد الناس بين الصراع المستعر بين السلطات وأعوانهم من جهة والإرهابيين وانصارهم من جهة ثانية.. ماذا وإلا كيف يفهم المرء فرار أمن وجيش عراق ما بعد الغزو والاحتلال من نينوى أمام داعش ومن قبل كان ذلك في محافظة أبين في اليمن؟!.
حاولنا نحن في اليمن إيجاد تسوية سياسية عادلة على أساس المبادرة الخليجية حيث استحدث الأمريكان بنداً على بنودها استأثر بجل اهتمام سلطة التوافق السياسي ففكرة عقد مؤتمر حوار وطني يضم كافة المكونات السياسية ومنظمات المجتمع المدني أريد منه امتصاص غضب الغاضبين والدفع بالجميع إلى رسم خطةمستقبل اليمن الجديد.
لكن المتوافقين على المبادرة توافقوا على الرئيس وعلى تشكيل الحكومة وعلى عقد مؤتمر الحوار ولم يفلحوا في التوافق على إيجاد خطاب سياسي ـ إعلامي وطني يؤسس لمرحلة التوافق ويشرح مهامها للرأي العام الوطني وسارت أمور الفترة الانتقالية المحددة في المبادرة الخليجية بالبركة وجرى مؤتمر الحوار الوطني بفكرة من حضر كفى، ولكنه توج بالنجاح مع وقف التنفيذ إلا في ما يخص تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم وتشكيل لجنة صياغة الدستور الجديد واقرار الدولة الاتحادية والتحضير لانتخابات رئاسية 2015م بدلاً من عام 2014م كما كان منصوصاً عليه في المبادرة.
كثير من الناس يفضل التعايش القلق مع المسلحين لأن الدخول في حرب معهم يراها خاسرة منذ البداية ذلك أن القوى الفاعلة في الحياة السياسية القائمة منقسمة..كلنا يخوض حروب وكالة مع زيد أو عمرو وكأنما ليس لنا معركة وطنية واحدة يمكننا أن نتوحد وننسى سائر خلافاتنا.
علينا أن نفهم أن أشقاءنا وأصدقاءنا لن يتحملونا إلى ما لا نهاية ما لم نضع حدوداً لخلافاتنا بأسرع ما يمكن من الوقت، ونسارع إلى وضع خطانا على الطريق الصحيحة.. طريق التوافق والشراكة الوطنية في تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني والتعاون المثمر بيننا في الداخل على صنع المستقبل الذي نريد.
القاعدة تراهن على اسقاط النظام وحزب الإصلاح يراهن على الانفراد به والمؤتمر يراهن التشاركية في بناء اليمن الجديد والحزب الاشتراكي والوحدوي الناصري كأنما قد اختارا أن يبقيا في موقف المتفرج والحوثة يريدون نظاماً جمهورياً إسلامياً شيعياً.. الكل يتربص بالكل والكل كما يبدو «حاطب ليل».
الوطن يحتاج إلى جهود كل أبنائه، وهذا لم ولن يتأتى إلا من خلال اتحاد وتعاون الكل.. والكل من حيث يدري أو لا يدري واقع في موقف «حيص بيص» حتى اشعار آخر.. والحق أقول إن الرئيس عبدربه منصور هادي، رئيس التوافق الوطني عمل كل ما في وسعه ليجبر عظم الوطن، ولكن حكومة الأحزاب لم تساعد الرجل كما كان متوقعاً.
خلاصة
المشهد السياسي الوطني الراهن تتجاذبه رياح أهواء الأحزاب والقوى الاجتماعية المؤثرة في واقع اليمن الملموس، والمتابع للشأن اليمني سيرى أن الرئاسة تكاد تكون وحدها من يغني على خيار مستقبل أفضل.
الرئاسة تحاول العمل على ترجمة مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.. تارة تُرى وهي تشن الحرب على الإرهاب وتارة أخرى تُرى وهي تقوم بالتهدئة بين حزب الإصلاح والحوثيين في عمران، وتتابع الحوادث والأحداث من حولها في البلاد وهي كعادتها لا تحرك ساكناً إلا باتفاق لأنها قيادة متعقلة.
= = = =
الوطن يحتاج إلى تعاون وجهود كل أبنائه
أشقاؤنا وأصدقاؤنا لن يتحملونا إلى ما لا نهاية