مايونيوز -
الصراع موجود على مستوى العالم، الا انه في البلدان المتقدمة يجري وفقا لقواعد معروفة لدى اللاعبين، اما في عالمنا النامي الذي يقع ضمنه وطننا العربي ثم العالم الاسلامي، فأن الصراع يجري في احسن الاحوال هكذا.. خطوة على درب السلامة وخطوتان على درب الندامة.
الأمل يبدو اقرب من الجميع وابعد عن خواطر الجميع واليأس ابعد عن الجميع ولكنه كامن في وجدانات الجميع.. يصعب على المرء المحب لوطنه وشعبه أن يراهما في هذا الحال ولا يحرك ساكناً أو يسكن متحركاً.. أننا نعيش في رحاب لحظة تاريخية فارقة من تاريخنا الحديث والمعاصر توجب علينا الانتباه إلى ملابساتها.
كنا نتأمل بعد مخرجات مؤتمر الحوار الوطني أن يتسنى لشعبنا وقواه الوطنية الانطلاق الكبير نحو آفاق المستقبل الواعد ببناء يمن جديد.. تسوده المحبة والمواطنة الواحدة والحرية والديمقراطية لكننا فوجئنا بوجود ما لا نود وجوده بين طهرانينا من الخلافات والنزاعات والاحترابات البغيضة.. التي هي من الأساس إلى الرأس تعبير مركز عن رغبات وارادات الآخرين في يمننا.
في الماضي القريب احتفلنا وتراشقنا بالاتهامات وانكشف من أمرنا ما كان مستورا عن الآخرين.. وتضررنا كلنا وتأذى وطننا وشعبنا وقواه الوطنية التقدمية.. ومع مرور الوقت تأكد للبعض منا أننا كنا ومازلنا أعداء ما جهلنا من أمور السياسة في الحياة.. وكان ان كانت مصائبنا فوائد لدى غيرنا من الناس.
مشكلاتنا يا أهلنا هي مشكلات تطور عام، وتحريك لما عجزنا عن فهمه والتعامل معه في مجتمعاتنا حيث عمدنا إلى عراك اجتماعي وضع فيه كل منا أصابعه في عيني الآخر، فلا نلومنَّ إلا أنفسنا في ما قد أصابنا من آلام وأوجاع في ميادين السياسة.. فما لم نرجع إلى أنفسنا ونتبين بوضوح كافٍ الخطأ من الصواب في سائر ما اقدمنا ونقدم عليه من أعمال فأننا نقضي على أنفسنا ومن تابعنا على ما نحن فيه من الابتلاء بالهلاك.
من أجل من؟ ولمصلحة من؟ تخاض حروب في الشمال والجنوب من الوطن اليمني؟!!.. هنا في أبين وشبوة تشتعل معارك ضاريةشنها الجيش والأمن واللجان الشعبية ضد الإرهاب والإرهابيين، وهناك في عمران استعرت حروب أهلية بين انصار الله وحزب الاصلاح اضطر الجيش الى التدخل لوقفها مؤقتاً ولكنها قائمة.
ما هذا العجب العجاب نتخالف ونتوافق، نتحارب ونتسالم على أرضنا بدواعٍ خارجية؟.. أين اذاً إرادتنا الوطنية الحرة؟ لا جواب.. اننا نبيع أماننا وأمننا بالمجان إننا نسفك الدماء ونزهق الأرواح بالظن ونخرب الديار.. ديارنا بأيدينا. يا للعار والشنار في الدنيا والآخرة. أي اطماع واوهام أشد فساداً مما نرى البعض منا يخوض فيه هذه الأيام.
من المستفيد من تفجير الاوضاع في عمران يا ترى؟ في البداية ينبغي أن يقال أن المستفيدين من هذا الاحتراب الأهلي هم كثر ولكن الأكثر فائدة من بينهم هم الإرهابيون وانصارهم. ومن حيث يدري أو لا يدري من أشعل فتيل الصراع في عمران بهدف تشتيت تركيز الجيش والأمن واللجان الشعبية على الإرهاب والإرهابيين.
لا خير في من يجرجرون الوطن بأسره إلى مصالحهم الضيقة الذاتية.. أأحزاباً كانوا أم جماعة.. ولا خير في من لا يحسبون حسابات أمن واستقرار اليمن في هذا الوقت بالذات.. مازال اليمن يقف عند مفترق طرق.. ولا عتب على من بات يخشى عليه من الاندفاع إلى طريق الفوضى.
بؤرة صراع عمران خطيرة جداً لأنها تحمل تهديداً مبطناً لأمانة العاصمة صنعاء شاء من شاء وأبى من أبى، ولا يملك الرئيس عبدربه منصور هادي باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة إلا أن يعطي اوامره بإسكات أصوات مدافع ورصاص الصراع في عمران على حساب تأجيل المعارك ضد الإرهاب.
الخلاصة
إدارة بؤر الصراع علم وفن على من يتصدون للحكم اتقانه ما لم فإنهم يصبحون أو يمسون وقوداً لنيرانه المتأججة.. واليمن في هذه اللحظة من تاريخه يظهر من أكثر بقاع الأرض استعداداً لاشتعال الصراعات والحروب الأهلية.. وسيظل على هذا الحال لفترة من الزمن القادم.. ما لم يصحُ الإنسان فيه سريعاً من غفلة الجهل وعادة الاتباع بالعادة المستحكمة في أجياله عبر مدن وأرياف اليمن قاطبة.