|
|
|
|
|
|
|
|
|
| الخميس, 29-مايو-2014
|
مايونيوز -
لا يخطئ من يظن أن العرب يعيشون منذ ما يسمى بثورات الربيع لحظة تاريخية شديدة المشابهة بلحظة سايكس- بيكو، إن لم تكن مماثلة لها من حيث المسارات والمآلات.. الكل هنا يتحرك مع الكل وهو مختلف مع الكل.. إلاَّ أن الكل يتحرك نحو الفوضى. هنا يجد القارئ الحصيف للمشهد السياسي في دول ما سمي ظلماً وبهتاناً بدول ثورات الربيع العربي كيفية تجاوز المجهول والمعلوم في اللعبة الجديدة للدول الكبرى المصدرة إلى الدول الصغرى والمتوسطة التي تأتي من ضمنها دول العرب.
العالم بأسره يعاني من ركاكة وضعف في قدرات وامكانات قياداته الراهنة، ما عدا روسيا والصين.. هذا في ما يراه الرائي في مجال الحياة السياسية المعاصرة.. ومن الخير والصواب للدول والأمم والشعوب المظلومة أن تصطف مع روسيا والصين في الصراع القادم الذي تؤجج نيرانه اطماع الغرب بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية.. ربما يساعد هذا الحال إذا ما تم قيادات الغرب في الرجوع إلى القانون الدولي ثم يجعلها تعترف وتحترم حقوق الشعوب والأمم والدول الأخرى.. وهكذا يمكن أن تتمكن الأمم المتحدة ومجلس الأمن من إرساء سياسة عدل وانصاف بين الدول والأمم والشعوب في قادم الأزمان.
يتأكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الغرب قد غير من أولويات سياساته الخارجية ولم يعد الشرق الأوسط يحتل فيها الأولوية كما كان برغم وجود دولة اسرائيل والثروات النفطية فيه.. ثم أخذ يتطلع إلى دول المحيط الهادي لاسيما إلى الصين والهند، بعد أن اختار هذا الغرب لدول الشرق الأوسط خاصة العرب العيش في جحيم الفوضى الخلاقة أو الهدامة سمها ما شئت.
الناس يحيون في معظم ما سمي ببلدان ثورات الربيع العربي في حالة انعدام التوازن فاقدين الثقة والأمل في ما يقال هنا أو هناك عن مستقبل أفضل، لأنهم يحيون حاضراً متأزماً مترعاً بالخلافات والاحترابات بين الأهالي بلا حدود.
هذه مصر الدولة المحورية العظيمة تعيش تحت ضغوطات خارجية هائلة متنوعة العناوين وكلها تستهدف ايقاف تطورها الطبيعي ان امكن.. وتونس كلما فاقت عادت لغيبوبتها السياسية، وليبيا واليمن مرهونتان لدى مجلس الأمن تحت الفصل السابع ومهددتان بالفوضى والتقسيم، وسوريا القوية العزيزة مدمرة ولاجئة ومهانة والمؤامرات تتوالى عليها توالي الليل والنهار من العرب والأجانب.. وشي لله يا ثورات الربيع العربي!.
الوطن والمواطن في بلدان ما يدعى بثورات الربيع العربي اصبحا محشورين بين القضية الدينية والقضية الأمنية حتى اشعار آخر.. وترك الجميع يسحقون تحت وطأة الحاجات ومعاناة العجز وقلة الحيلة إلى ما لا نهاية.
نعم كان هناك بعد اجتماعي- سياسي في الحراك الشبابي الشعبي تجاه الأنظمة غاب في الصراع المحموم على السلطة الذي جيشه جانب الإسلام السياسي- القبلي الذي لم يكترث بما ناله من مآلات البؤس والتهافت.
لعل ما جرى ويجري في ما سمي ببلدان ثورات الربيع العربي اشعل الشرارة الأولى فيها شباب التواصل الاجتماعي (النت) بتحريض واعداد لهم من دول الغرب.. الهدف كان لذلك الحراك السياسي - الاجتماعي هو اسقاط الأنظمة المستهدفة وتفكيك أجهزة الدولة والدفع بالعباد والبلاد إلى مهاوئ الفوضى وليس إلى إيجاد حلول لمشكلات الشباب والشعب بحال من الأحوال.
خلاصة
من يملك شيئا ولو يسيرا من العلم بالتاريخ، يدرك كيفية تطور وتقدم الأمم والشعوب، ويعلم أن حراك «الشعب يريد اسقاط النظام» لا يرقى إلى ثورة شبابية شعبية.. وكذلك من لديه خبرة ولو بسيطة بمجريات الأمور أو دراية بسيرها لا يجرؤ أن يدعو ما حدث ثورة بكل مقاييس وشروط الثورات المعروفة في تاريخ تطور البشرية قاطبة.. ان الربيع هو أنضر وأخصب فصول السنة الأربعة.. فأين وجه الشبه بين هذا وذاك؟، ما اراد من قال إن ذلك الحراك «ثورات ربيع عربي» إلاَّ السخرية أو الضحك على العالمين.
|
|
|
|
|
إقرأ معنا |
بقلم الاستاذ عارف عوض الزوكا الامين العام للمؤتمر الشعبي العام
الشيخ سلطان البركاني
د/ علي مطهر العثربي -
عبدالكريم المدي
محمد أنعم
حافظ مصطفى علي
احمد غيلان
|
ملفات سابقة |
|
|
|