مايونيوز -
حاول اليمنيون صنع نهارات كثيرة منذ قيام الثورة اليمنية (26 سبتمبر 1962م و14 أكتوبر 1963م) لكن نهار الثاني والعشرين من مايو 1990م كان أبهى وأعظم نهاراتنا، لهذا اتخذناه عيداً وطنياً لنا.. عيداً حدوياً خالصاً لوجه اليمن واليمنيين الخلص.. عيداً يحتفل به الداني والقاصي من أبناء هذا الوطن المعطاء.
فلا يسعنا كيمنيين إلا أن نستقبل اطلالة 22 مايو البهية من كل عام إلا بالاستعداد لتقديم المزيد من العمل والنضال والتضحيات حتى يمضي الشعب اليمني وهو آمناً في مشاوير التطور والتقدم.
مهما كانت أوجاعنا وأحزاننا في هذا الزمن الأغبر الا ينبغي ان ترفع رؤوسنا إلى عنان السماء ونحن نمضي لاستقبال 22 مايو.. هذا يوم التصالح والتسامح الفعلي في صميم الأسرة اليمنية الواحدة.
نعم.. نعم.. في قلوبنا وفي عيوننا المزيد من ومضات ضياء ذلك اليوم اليماني المجيد وستظل تومض بالمحبة لليمن والاخاء بين اليمنيين.. لا المشكلات ولا الهموم والآلام تجعل اليمني الأصيل ينسى أو يتناسى أهله ووطنه.. طوبى لرواد الوطنية الأوائل والأواخر وكل الوطن وناسه بخير.
يخيل إلينا هذا العام ان سماء الوطن تبدو أكثر تلبداً بالغيوم من جهة إلا أن الشمس تخترقها من وقت إلى آخر وكأنما هي تريد أن تقول لنا من جهة ثانية إن الضوء موجود وما على السائرين إلا التزام الدروب المعروفة من سلامة اليمن وخير شعبه الطيب والصابر.
نتمنى في هذا الوقت بالذات أن تعبر الخواطر عن مشكلاتنا وطننا وشعبنا أصدق تعبير لأننا من ضمن أناس لا تنسيهم المشكلات التي يمرون بها فكرة انتمائهم إلى اليمن وكل ما هو وحدوي وتقدمي فيها.. وهذه فطرة وطبع معمدان بالتجربة الشاهدة على كل حال من احوال العمل والنداء والنضال.
عيد وطني مجيد وبهجته تملأ خواطر الإنسان وعبق عطر يملأ خياشيم الزمان والمكان.. ولكن يلزمنا أن نتذكر وأن لا ننسى معاناة شعبنا الباسل جراء صراعات الأهل والاغيار على أرضنا الطيبة.. ينبغي أن نهدئ من صراعاتنا مع أنفسنا ومع شركائنا في الحياة السياسية.
الصراع مع الإرهاب مشروع وينبغي أن يخوض غماره الجيش والأمن والشعب وسائر قواه الوطنية التقدمية حتى يأذن الله بالنصر.. لا تردد ولا هوادة في الصراع الحاسم مع الإرهاب.. إن سلامة الوطن وأمنه وتقدمه كل ذلك يفرض الصبر والمصابرة في المعارك حتى يقضي الله أمراً كان مفوعلا.
يجب أن تبنى أسس خطاب سياسي وطني توافقي على قاعدة المبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن ومخرجات الحوار الوطني يضمن تعزيز تلاحم القوى الوطنية السياسية القادرة على صناعة وبناء اليمن الجديد الذي يرجوه الجميع.
إن قوى الإرهاب والانفصال والجمود لا تستطيع تغيير اندفاع تيار التقدم التاريخي والعملي المتدفق من كل حدب وصوب على حركة التطور وأن القوى السياسية الوطنية والتقدمية ومنظمات المجتمع المدني الأخرى لديها نصيب وافر من المستقبل وهي تملك وحدها المستقبل بأسره.
فقوارح ورعود الإرهاب والإرهابيين ما عادت تفزع أحداً في الوطن واحترابات حزب الإصلاح وانصار الله ستعود عليهم بما لا ينتظرون من العواقب الوخيمة.. والاغتيالات والتخريبات والاختطافات ستدفع بممارسيها إلى طرق مسدودة في المنظور القريب من الزمن.
خلاصة
عيدنا مبارك.. يفتح أمامنا دروب الأمل.. ولا شيء يستطيع رد الإرادة الوطنية والتغيير السلمي في اليمن.. عيدنا مبارك ولا خوف على الوحدة من الحراك الجنوبي أو حتى الصراع بين انصار الله وحزب الإصلاح.. أما الإرهاب والإرهابيون فأمرهم يبدو محسوما والجيش والأمن والشعب كفيلون بهم في ما يرى من الأمور.
لكننا نريد بمناسبة العيد الوطني التفاتة حقيقية من سلطة التوافق الوطني تهدف إلى تخفيف معاناة الشعب جراء الانفلاتات الأمنية والاختلالات الظاهرة في الخدمات الأساسية وأن تسارع سلطة التوافق في التمهيد الإيجابي لتطبيق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.