مايونيوز -
الأمة العربية ـ الإسلامية تعيش في الوقت الراهن اوجاع وآلام مخاض ولادة تطور طبيعي تاريخي وعملي هائل، لا مجال لانكاره بحال من الأحوال.. وتياره العارم العابر للحياة المعاصرة سيأخذ حتماً معه من يحاولون العبور بالاتجاه المعاكس.. ويعتقد أن هذا الاتجاه يجري حسب تفاعلات محركات موضوعية وذاتية داخلية وخارجية لا سبيل إلى انكارها.
لعل أبرز وأهم مشكلات الواقع الجديد تكمن في التهدئة بين أطراف الأزمة من خلال المنظور العام للمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني من جهة وفي تعاون الجميع على مواجهة معطيات الفساد الأمني والسياسي والاجتماعي والاقتصادي من جهة ثم إصلاح مسارات الخدمات الأساسية في البلد ووضع هموم الوطن والمواطن نصب أعين الماسكين بالقرار الوطني.
ما يرى من متاعب الحياة ما بعد الأزمة مقدور على مواجهته إذا كان الشعب وقواه السياسية والاجتماعية الوطنية مع الحكام على قلب رجل واحد في معارك الدفاع عن وحدة وسلامة الوطن من اقصاه إلى اقصاه.. اننا مع وقوفنا المبدئي إلى جانب الدولة في الصراع المشروع ضد المتلاعبين بأمن الوطن من عناصر العنف والإرهاب، إلا أننا نعتقد أن العنف والإرهاب المتبادل يطيل العنف والإرهاب في البلاد.
نريد حملة وطنية ضد العنف والإرهاب والمتلاعبين بأمن الوطن.. تبدأ من الكلمة الشريفة وتمر بكافة أساليب المناصحة لتنتهي بالسلاح.. ليتذكر الجميع أن الوطن أغلى من الروح والدم، وأن الحرية والديمقراطية والحكم الرشيد أهداف نبيلة في حياة شعبنا اليمني الحديثة والمعاصرة، واننا لا نحيد عنها مهما كانت الصعاب والعراقيل في طريق النضال والعمل المؤديين إلى تحقيقها.
لنتذكر والذكرى تنفع المؤمنين أن طوائف واسعة من شعوب الأمة العربية ـ الإسلامية خرجت مع قواها السياسية في أواخر عام 2010م ومطلع عام 2011م في أوقات مختلفة ومتقاربة من حيث التوقيت وتدافعت عبر شوارع العواصم والمدن في تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا تطالب باسقاط النظام باسم الشعب ووضعت أنظمة بلدانها أمام خيارات صعبة جداً.
ولما كان الاخوان المسلمون أكثر القوى السياسية تنظيماً وقواماً تمكنوا من احتلال صدارة المشهد السياسي، واستطاعوا بسهولة ازاحة القوى الليبرالية ثم أنهم عملوا على إيجاد تحالف صامت مع القوى المماثلة لهم واستمالوا قوى العنف والإرهاب إليهم تمهيدا للدخول في مواجهات سياسية وعسكرية مع حلفائهم ضد ما تبقى من الدولة.
هكذا وضع الاخوان المسلمون بلدان ما يسمى بـ «ثورات الربيع العربي» على حافة الفوضى التي خطط لها المحافظون الجدد في أمريكا وأنصارهم في أوروبا والصهيونية العالمية ليتسنى لهم التدخل في مصائر الأمة.. ولا ندري ما إذا كان قد هان على بعض سياسيي العرب والمسلمين دماء وأرواح خيرة أبنائهم التي قدمت قرابين لانتصار خيار التغيير فتمادوا في العبث والفساد.
من الآن وحتى تفهم القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني أن سياسات التحريض وتنظيم التمردات وخلق الفتن والدفع بالتناقضات تحت عناوين ومسميات عديدة، كل هذا وذاك لا يخدم تطور حياة الناس ولا المجتمع.. بقدر ما يجعل كل ما تقدم من آليات حراك التطور تجري ولكن «خبط عشواء».
فالعقل والمنطق يستصرخان الجميع أن حان الوقت لايجاد توازن ناظم وعادل داخل المجتمع، وحل خلافات واختلافات القوى السياسية والاجتماعية في ضوء معطيات هذا التوازن.. واليمنيون ليسوا عديمي النظر أو فاقدي التقدير للأمور حتى يجافوا الوقائع أو يتحيروا في فهم الحقائق.
الخلاصة
ستظل اليمن بلد التوافق والسلام، كما كانت على مر الليالي والأيام، ولن يجد على اتساع أرضها موطئ قدم لذوي العنف والإرهاب، من كان يعز عليه أن يدمر وطنه بيديه، ولا يرضى بإيواء عضاريط العنف، وعفاريت الإرهاب الأجانب أو التستر عليهم وهم يقتلون النفس التي حرم الله قتلها بغير ذنب.
سيثبت اليمنيون للعالم اجمع، أنهم على فطرة سليمة، وحكمة عظيمة، يعشقون الرشاد ولا يرضون بالغي، وسيثبتهم الله على الحق طالما هم بكتابه وسنة نبيه- صلى الله عليه وسلم- مؤمنون، ولن يفلح المتاجرون بالدين عاجلاً أو جلاً وسيركعون للحق وهم صاغرون والله المستعان على ما يؤفكون.