مايونيوز -
من لا يريد أن يسير مع مواكب التقدم تدوسه أقدام السائرين.. مازال العبور بالوطن من خيار الأزمة إلى خيار التوافق الوطني قائما ويتطلب من جميع قوى المجتمع التقارب والتعاون.. ان حقائق الواقع المعاش تقول: إن على جميع قوى المجتمع ان تتخلى عن مواقع الأمس الرمادية وان تتحرك نحو مواقع جديدة على ضوء المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
الشيء الايجابي الوحيد في الوقت الراهن هو ان قوى المجتمع الجديدة تملك رؤى عن صناعة مستقبل أفضل ولديها تصورات محددة عن بناء اليمن الجديد وان القوى التقليدية تصارع أمواج يم التقدم الهادرة.. وكلما شعرت بأن قواها اقتربت من الانهيار ازداد اشتعال مقاومتها وتضاعفت شراستها.. ولكن الأمور تمضي على عكس ما تشتهي وتتمنى.
ما دام القوى التقليدية لا تعرف المدنية، فالرهان عليها في إيجاد وحماية ما لا تعرف، رهان خاسر.. فالتمدن يمكن التعبير عنه في مهارة وثقافة قواه على فهم وتفسير علائق حوادث واحداث الزمان والمكان بلا زيادة او نقصان.. والذين يحاولون فهم ما يجري في الوطن على المستوى المبدئي من الفهم لا تزلزل أقدامهم الحوادث.
الحياة في الانسان والمجتمع تقوم على أساس التناضل الدائم بين خلايا الموت والحياة.. والذي لا يريد الا أن يرى لوناً واحداً من الوان مشهد الحياة لا يقوى على الوقوف بثبات في سوائها الا بمعجزة.. ولما كان زمن المعجزات قد فات فلا مفر أمامنا من التوازن مع حقائق الأشياء في الحياة وحتى يكتشف الانسان قانوناً آخر ينسخ قانون التناضل المعروف لدينا في الوقت الحاضر.
ستظل قوى المجتمع تتصارع وتتنافس وتتراشق بالاتهامات، وستظل أيضا تعمل على تأمين المزيد والمزيد من الاستقطابات، وستشهد من وقت إلى آخر سباقات ماراثونية خطيرة بينها تتقطع عبرها الأنفاس.. الا ان السياسة ليس فيها روح رياضية الا فيما هو نادر.. لهذا فأن مطالب التسامح والتصالح إذا لم تعبر عن هدف جديد ذهبت صيحاتها سدى في ضجيج أصوات غيرها من المطالب.
المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه يعرفون ان اشتباك المشترك وشركائه معهم يفتح آفاق السياسة لمرور اختيار ثالث بديل لهذا يجد المرء انهم لا يتقاطعون ولا يتصالحون حتى النهاية وهم يتراجمون بالبلوى على الغير في الداخل والخارج.. اما الأشقاء والأصدقاء الذين يمنحون التسوية السياسية في بلدنا الرعاية هم أيضاً لديهم مصالحهم.
❊ عامان والثالث دلف والمعالجات موقوفة على السياسة من الجميع والحالات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية متروكة للزمن برغم ما تحتويه من تهديدات للوطن بأسره.. لا أحد يدري بالتمام ماذا ينتظر اليمن؟!.. سفن التوافق السياسي والوطني تبدو لنا عالقة في بحار الفساد وبحارتها ترتعد فرائصهم من الفزع جراء اقتراب العاصفة.
العصر جديد، والمشكلات جديدة، ولا تجد أدنى فائدة للاستفادة من الماضي.. فهل نحن واعون لما ينتظر وطننا من تحديات واخطار؟! الناس في فهم القادم من الأمور ليسوا متساويين.. الناس مع ما يتراءى لهم من الحقائق ومع ما يعتقدون في الحياة حتى اذا كان ذلك خاليا من النفع.. الكل في الوطن مع الكل وضد الكل.. إلا أن الاخوان المسلمين وانصار الله وبعض اطراف الحراك الجنوبي يحركون مجريات المخاوف من الحاضر حتى اشعار آخر.
الخلاصة
الحفاظ على الوحدة اليمنية وتعزيز مسار التوافق السياسي والوطني وتطبيق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ثم الوفاء بانجاز مهام التغيير السلمي الهادف إلى بناء يمن جديد يحظى فيه الانسان الجديد بنصيب وافر من الأمن والأمان والتقدم والكرامة والحرية والديمقراطية.
إنسان عالمنا المعاصر ينبغي أن يكون ذا خيارات حرة في الحياة حتى يمضي بجدارة مع هذا الكم الهائل من التنوع والتعدد في الحياة.. انسان يستطيع العيش في عمق الاختلاف والتعامل الإيجابي مع مجرياته بصدق وجسارة.. لابد ان يتعلم الانسان اليمني الجديد علم وفن التعاطي مع الآخرين بأقل ما يمكن من حسابات الربح والخسارة باعتبار ان الوطن بأسره هو الرابح الكبير في هكذا تعاطي مع مجرياته.