|
|
|
|
|
|
|
|
|
| الجمعة, 11-إبريل-2014
|
مايونيوز/تحقيق/احمد حسن عقربي -
أين دور الرأسمال الوطني في إعادة الوظيفة الاقتصادية للحرف التاريخية والسياحية؟
صناعة الخزف والفخار في عدن وضواحيها واخص بالذكر منطقة الممدارة موئل صناعة الخزف في عدن كانت ولازالت منذ تاريخ الاجداد قبل ثلاثة الف سنة قبل الميلاد.. والخزف والفخار هما في اللغة شيء يعمل من الطين ويشوى بالنار.. فصناعة الخزف قديمة وقد دل الحفر الذي قام به رجال الاثار ان هذه الصناعة كانت معروفة لدى قدماء سكان عدن اذ كانت منطقتي الممدارة وكود المحوري في منطقة جعولة توجد فيهما مصانع بدائية او مدافن لاحراق الطين المستخدم في صناعة الفخار وكان يتم توريده الى الموانئ المجاورة لميناء عدن كموانئ القرن الافريقي ومنطقة الخليج العربي.
الممدارة والمحولي رائدتا الصناعة الخزفية
اشتهرت الممدارة ومنطقة كود المحولي بصناعة الزجاج والقوارير والجرار واصبح فناً رفيعا ووسيلة اقتصادية وانتاجية لاستيراد العملة الصعبة والترويج السياحي في بلادنا.
لابد من الدراسات
وقد كشفت الدراسات الاثارية الميدانية في السنوات القليلة الماضية التي اجريت في المناطق المحاذية والقريبة من بئر احمد او في منطقة صبر بمحافظة لحج عن العديد من الاواني الفخارية التي كان يستخدمها الاجداد كما وجدت في بعض المناطق اليمنية بعض الاكواخ المصنوعة من الطين التي كان ينقش فيها الاجداد اخبارهم فيما دخلت صناعة الفخار الى عدن عبر قرية الممدارة التاريخية وشيخها الفاضل انذاك محمد صالح عكبور الوالد وليس الحفيد المعروف اليوم بالصحفي صالح عكبور.. وجده كان ربانا ماهرا ابحر بسفينته الشراعية الى شرق وغرب العالم ثم تداولها من بعده اولاده احمد ومحمد بن محمد صالح عكبور رحمهما الله.
اذ شهدت صناعة الخزف في عهدهما انتعاشا كبيرا وتمكن الجد عكبور حينها من الاشتراك في معرض المانيا الغربية لمعروضات مصنوعات المدر الفخارية قبل الحرب العالمية الثانية ابان الحكم الاستعماري البريطاني في حين كانت تصدر المصنوعات الفخارية العدنية من منطقة الممدارة الى كل من جيبوتي ودول الخليج.
انتعاش حرفي ولكن!
من المعروف وكما حكى لنا المسنين من بقايا اسرة ال عكبور التاريخية ان الممدارة كانت غنية بالمواد الخام لصناعة الفخار وهو الطين القادم اليها من الوادي الكبير الذي يمر بمنطقة محافظة لحج.. وذكروا لنا انه من مخرجات الوادي واشجار السيسبان شكلت ايدي العمالة اليمنية الماهرة والانسان القديم في مناطق وضواحي عدن عجينة الطين ووجدت لها اكتفاء ذاتي من الاواني الفخارية والخزفية المتعددة الانواع والالوان واستخدموها في حياتهم اليومية.. ولذلك فصناعة الطوب والاواني الفخارية والخزفية في عدن لم تأت من فراغ وانما لها امتدادها التاريخي والتراثي لكن الجديد ان اهالي الممدارة ورواد صناعة المدر ادخلوا الخبرة الجديدة في مجال النقوش والتنوع في هذه الصناعة التاريخية.
ويسألونك عن رائد صناعة المدر محمد العكبور
ويسرد لنا احد كبار السن من آل عكبور ان الجد محمد صالح عكبور بدأ بانشاء اول معمل طبيعي في قرية الممدارة شرق مدينة الشيخ عثمان قبل مائتي سنة وكان يصنع هذه الصناعة بالاشتراك مع افراد اسرته بهدف الاستخدام الشخصي او للتصدير الى المناطق المجاورة لمحافظة عدن .. وفي مرحلة متأخرة بعد وفاة الجد عكبور انتعشت هذه الصناعة.
كود المحولي في حكم كان
اما الجد المسن عوض منذوق الذي سكن اجداده في منطقة سائلة العقارب ما يسمى اليوم باكداد المحولي ذات التربة الطينية والرمال الناعمة البيضاء والسوداء وهي من المواد الخام الرئيسية لصناعة الزجاج اذ انشأ مصنع بدائي لصناعة الفخار والزجاج وتلك الرمال هي من المواد الرئيسية لصناعة الزجاج حينها حيث كان بعض افراد الجد منذوق يقومون قبل حوالي مائة عام باحراق مادة الطوب المشكلة للابواب الزجاجية في الافران والمحاريق وكانت تصنع القناني والقوارير والصحون الزجاجية والمرايات والنوافذ الزجاجية.. اما اليوم فلم نر الا اثارا متناثرة من الادوات الزجاجية والفخارية اما الافران والمحاريق فقد ابتلعتها رمال الاهمال فاصبحت ارض قاحلة لكن لم يتركها المتنفذون والمقاولون في الاراضي وناهبو الاراضي ولم يتركوها على حالها شاهدة عين على حضارة صناعية تاريخية سادت ثم بادت لكنهم ابتلعوها ونهبوها وتحولت من اراضي واعدة بالزراعة وصناعة الفخار الى كتل اسمنتية وحديد خسرت الدولة رواد هذه الصناعة وقواها العاملةموردا اقتصاديا وسياحيا ومعيشيا لحياة الناس الغلابا التي كانوا يعتبرونها مصدر رزقهم الوحيد.. فدمرت اسر وتحولت الى جيش البطالة او للشحت في الطرقات وفقدت عدن مصدرا اقتصاديا سياحيا يدر عليها العملة الصعبة.
من هو السبب في تهديد صناعة المدر في ضواحي عدن بالانقراض؟
يفيد رجال الاقتصاد الاثاريون في مدينة الشيخ عثمان التاريخية ان السبب في تدمير وانقراض هذه الصناعة الاقتصادية في عدن يعود الى البناء العشوائي في الاراضي الزراعية والوديان الغنية بالطين والتربة الطيبة وهي المادة الخام التي يصنع منها المدر والاواني الفخارية.
اذ انه لم يبق من هذه الصناعة الا حوالي اقل من 1٪ وعلى استحياء والذي مازال يلفظ انفاسه الاخيرة في اطراف منطقة ما تسمى بالمجمعات الفقيرة في منطقة الشيخ الدويل وهي مدينة الشيخ عثمان القديمة تلك الصناعة التي انحصرت في صاحبها صانع الخزف والفخار الخبير محمد صالح العكبور ومن جاء من بعده من الاحفاد.. علما انه لاتزال وان كانت في اطار ضيق وعلى استحياء صناعة الجرار واقداح الفتة (الموز والتمر) في مخابيز عدن وكذلك المجامر والموافي والمواقد الطينية والقصيض الفخاري مخمد اللحم البلدي والمزهريات وطبعا لازال لها رواجا في الاسواق الشعبية التاريخية والتقليدية في مدن عدن وضواحيها منهم من يستخدمها للزينة في المنازل او كتحف في المتاحف والنوادي والمراكز الثقافية وبعضها للاستخدام الشخصي لازالت لها وظيفة حياتية في بعض قرى ضواحي عدن والبعض الاخر تعرض في الاماكن السياحية كالموانئ والمطارات والمجمعات التجارية والسياحية لعرضها وبيعها على السياح الاجانب.
آن الأوان لإقامة المركز الوطني لتطوير الحرف الخزفية في عدن قبل ان تنحسر
حتى لا تنحسر هذه الحرفة التاريخية التي لازالت لها وظيفة اقتصادية وحياتية تعيش منها الاسر الفقيرة وترفد الدولة بالعملة الصعبة لابد من انشاء مركز وطني لتطوير الحرف اليدوية في عدن بهدف احياء هذه الحرف اليدوية التي تشرف على الانقراض. هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فان هذا المركز سيوفر عمل لكثير من الشباب الحرفيين في هذه الصناعة.
اننا نرى من الواجب على القائمين على شأن الجمعيات الاهلية والتنموية والمنظمات الابداعية الفنية والتشكيلية ومكتب الثقافة والسياحة والاثار في عدن من تشجيع هذه الحرف والعمل على وضع الدراسات والابحاث لتطوير هذه الحرف الخزفية والفخارية الى جانب الحرف اليدوية الاخرى كالصناعات الجلدية والاشباك والصدف والزنابيل والحصير والجعاب والمشاجب والمفارش واكياس تعبئة التمور والتمباك التي جميعها تصنع من اشجار دوش الطاري او من اشجار النخيل وجميع هذه الحرف باتت مطلوبة سياحيا وعدن ينتظرها مستقبل سياحي واقتصادي واعد.
الرأسمال الوطني لازال جبانا
لايزال الرأسمال الوطني في عدن للأسف متمسكا بنظرته الضيقة التي لا تهدف الا الى الربح السريع مع العلم انه بالامكان تسخير الحرف اليدوية في عملية الاستثمار من خلال توظيف رؤوس الاموال من خلال تكوين شركات او مجموعات لها مردود قوي كما حصل في بعض البلدان مثل بنجلاديش والمغرب اللذان لهما تجربة ناجحة في شركات التجمعات الاهلية الحرفية.. وهناك دول نجحت في هذا المنحى التنموي الشعبي فظهرت شركات متخصصة باستخراج الاحجار الكريمة مثل سيرلانكا التي بلغ حجم الاستثمار فيها الى 3.1 مليار دولار ولها عائدات ضخمة ولو تم توظيف رؤوس الاموال في عدن لقيام شركة حرفية في الاصداف البحرية او الاواني الخزفية او الجلدية لتكونت لدينا عائدات ضخمةمن تصدير منتجاتنا الى الخارج.. وهذا سيمكننا حتما من توفير فرص العمل للجنسين والحد من البطالة.
ما هو الحل لانقاذ حرفنا التاريخية؟
هناك عدد من المقترحات التي يطرحها المتخصصون في هذا المجال لانعاش الصناعات الفخارية والحرفية بعدن واهمها اعداد الدراسات الحرفية واليدوية على مستوى عدن والعمل على تفعيل التواصل مع البرنامج الانمائي للأمم المتحدة لفتح مراكز فرعية في عدن وغيرها من المحافظات لتدريب الحرفيين وتسويق منتجاتهم وخلال هذا البرنامج سيتم تكوين ثروة حرفية وسيتم توظيف اياد عاملة منتجة في ضواحي عدن.
وهناك اراء برزت من قبل شخصيات اجتماعية مهتمة بالاسواق الشعبية والتسويق الشعبي للمنتجات الحرفية للجمعيات الاهلية.. وهذا الموضوع اصبح موضوع نقاشات المنتديات الثقافية التي اجمعت على أهمية استحداث سوق شعبي يعني بالمنتجات الحرفية لفقيرات عدن لتحسين ظروفهن المعيشية ما رأي أصحاب الشأن ويرى البعض منهم ان انسب موقع لهذا السوق الذي يمكن ان تتجمع فيه المنتجات الخزفية والفخارية هي صالة عرض التأمينات والشؤون الاجتماعية في منطقة خور مكسر بدلا من بقائها مغلقة على الدوام فما رأي أصحاب الشأن؟.
|
|
|
|
|
إقرأ معنا |
بقلم الاستاذ عارف عوض الزوكا الامين العام للمؤتمر الشعبي العام
الشيخ سلطان البركاني
د/ علي مطهر العثربي -
عبدالكريم المدي
محمد أنعم
حافظ مصطفى علي
احمد غيلان
|
ملفات سابقة |
|
|
|