مايونيوز -
يعلم القاصي قبل الداني أن الرئيس عبدربه منصور هادي جاء إلى مركز القرار السياسي واليمن تعيش مواجهات سياسية وعسكرية حامية الوطيس، ويخيل إلينا أنه نجح كثيراً في التهدئة وسار بالبلد خطوة على طريق استرداد عافيته وعمل ما في وسعه ليشعر المتخاصمين والمتعادين بالأمان من الغدر.
هذا ومازال ينتظر أن يعمل الكثير للأهالي ليحسوا بالمواطنة المتساوية والآمنة، إلا أن الاخوان المسلمين وحلفهم السري في اليمن أبوا أن يسايروا المتغيرات الوطنية والاقليمية والدولية وهم يلجأون من وقت إلى آخر إلى ابتزاز الرئيس تارة باسم التوافق وتارة أخرى باسم الثورة والتغيير. وبلغ بهم الاستهتار إلى غمزه ولمزه بالتلميح والتصريح في منابرهم الإعلامية.
حاول حزب الإصلاح وما برح يحاول عرقلة الهيكلة في الجيش والأمن ولا يستبعد أحد أن لديهم أيدي طويلة تمتد بالتخريب والقتل إلي كل ناحية من انحاء الوطن اليمني.. وذاك لأنهم يتصرفون بعقلية المنتصر وليس بعقلية الجماعة المتوافقة في السياسة والمتشاركة مع الآخرين في بناء حاضر ومستقبل اليمن الجديد الذي يتسع لكل أبنائه، ويحتاج إلى ولاء وكفاءة الجميع.
لعل مشكلة الاخوان المسلمين تكمن في العقل المفكر لديهم وتتجاوز العقل السياسي ـ التنظيمي الذي يريد الاستحواذ على إمكانات ومقدرات الوطن المادية والمعنوية والاستئثار بها.. لأن عقله المفكر لا يقر بضرورات أن يشارك أحد في الحكم والجاه والثروة الوطنية.. وهم أبعد ما يكونون عن مفاهيم العصر في السياسة، وإن اعترفوا لفظياً بمسمياتها.
ها هم يظهرون على الرأي العام الوطني والإقليمي والعالمي بحقيقتهم البشعة القائمة على الشمولية والعنف والإرهاب في أكثر من بقعة من يقاع العالم.. وما يهمنا في هذه العجالة هو ان نسلط نقطة من الضوء على أساليبهم الظاهرة والباطنة التي تمثل تدميراً للوحدة والتوافق في الوطن اليمني.. فمنذ أن بدأت مرحلة التوافق والمرحلة الانتقالية وهم يغزلون المكائد ويحيكون المؤامرات الواحدة تلو الاخرى.
ففي اعقاب إعلان مخرجات مؤتمر الحوار الوطني اشعل الاخوان المسلمون نيران الصراع الطائفي وحاربوا انصار الله مرة باسم السلفيين وأخرى باسمهم وحاولوا استدراج سلطة التوافق إلى الزج بالجيش والأمن في غمار هذا الصراع المشؤوم.. لولا أن الرئيس رفض قائلاً: إن الجيش والأمن أكبر من أن يدفع بهما إلى الصراعات الفئوية. لهذا فهم يتحركون ويحركون حلفاءهم الإرهابيين باتجاه قتل الجنود والضباط في الجيش والأمن ولا مانع لديهم من السير في مواكب جنائزهم كتقية ومراءاة للناس.
اننا باسم المؤتمر الشعبي العام وحلفائه ندعو أحزاب المشترك وشركاءهم إلى صيانة سياسات التوافق التي نصت عليها المبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن الدولي وتهيئة الساحة اليمنية لايجاد أجواء صحية وملائمة لتطبيق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.. وأن نغادر تأثير خطابات التحريض السياسي المتبادلة من أجل الوطن.
إن المؤتمريين وحلفاءهم يرون أن المرحلة التأسيسية تحتوي على كثير من المهام الوطنية والحضارية، تتطلب من القوى المتوافقة جهوداً جبارة، يأتي في مقدمتها تقديم خطاب سياسي وطني، يضع مصالح الوطن العليا في المقام الأول من جدولة أعمال الوطنيين في فترة ما بعد مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
خلاصة
يريد المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه أن يعملوا مع جميع فرقاء العمل السياسي الوطني من أجل التطبيق الخلاق لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني، كما يريدون أن يساعدوا سلطة التوافق أن تمضي بأسرع ما يمكن نحو صياغة دستور الدولة الاتحادية، واتخاذ كافة الترتيبات لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.. عسى أن نخرج بوطننا من زاوية (عاجل جداً) من اليمن.. هاجم مسلحون نقطة أو منطقة للجيش أو الأمن وقتلوا كذا ضابط وكذا جندي.. لأننا نرى أن العداء للجيش والأمن يقود إلى ابهات هيبة الدولة والوقوع في مهب رياح انتشار الفوضى.