مايونيوز -
الوطن اليمني يسير على دروب النضال والعمل بخطى واثقة بصحة خيار التوافق السياسي الوطني والحوار، وهذا الوطن موعود بالخير والنماء، بإرادة الملايين من مواطنيه، وهم ممسكون بمصيره ومتحكمون في مسارات تطوره السياسي والحضاري.
ولعل ما يثلج صدور أبنائه أن قواه السياسية والاجتماعية قد جنحت إلى السلام والتعاون من أجل بناء اليمن الجديد.. الذي ترنو إليه منذ حين من الدهر عيون الأحرار والثوار من الرجال والنساء في البقعة المباركة من العالم العربي.
في الوقت الحاضر تتمثل خميرة المستقبل المنشود في تعزيز مسارات التوافق السياسي الوطني والاستعداد الكامل للقيام بوضع مخرجات مؤتمر الحوار الوطني موضع التنفيذ، وان تسلم مليشيات الأحزاب والمواطنون أسلحتهم من أجل استرداد هيبة الدولة.. لأن دولة النظام والقانون هي من يحق لها احتكار امتلاك السلاح في المجتمع حتى لو كرهت ذلك قوى الإرهاب والعنف والانفصال.
شيء يسر الناظر أن يرى المرء مسيرة التوافق السياسي - الوطني والحوار والتفاهم ماضية صوب أهدافها ولو بشيء من المتاعب المحسوبة.. وكأنه بالرجال والنساء يرددون الزحف.. الزحف والنضال، تمضي حشود الثائرين على المحال صوب العمل من أجل تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار واستكمال مهمات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.. ولسان حال الجميع يقول: مسيرة الخير ماضية بإرادة سياسية أقوى من حديد الهندوان.
لا مكان في وطن التوافق والحوار لأمراء الحروب الأهلية ومتعهدي بناء المليشيات في هذا الزمان.. زمان السلام والحرية والديمقراطية والحكم الرشيد، إلاَّ إذا ولج الجمل في سم الخياط.. فمهما كانت رايات أمراء الحروب الأهلية وشعاراتها البراقة لن يستطيعوا مغالطة وخداع أبناء الشعب اليمني، ولن يمرروا عليه مخططات الأمس القريب، ناهيك عن الأمس البعيد.. الناس فاقت من أوهام النداءات الملتبسة.
المنتظر المأمول ليس بيننا وبينه إلا عشية وضحاها وهو مكتوب على جبين الوطن، ان كان خيراً فخير، وان كان شراً فشر.. فالرجال والنساء أبناء هذا الوطن اليمني المعطاء مستعدون للعمل والنضال وتقديم المزيد من التضحيات حتى تنجلي صورة المستقبل على ضوء مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، ومن يعز عليه الوطن يعمل بقوة من أجل تغليب مصالحه.
الرهان على استمرار الصراعات السياسية والعسكرية لن يؤدي إلاًّ إلى انتحار أصحابه.. تعلمنا سنن تطور الحياة أن قوى التغيير والسلام والحكم الرشيد المتوافقة على بناء مستقبل اليمن السعيد هي من يكسب الرهان، وان قوى الجمود والحرب والفساد خاسرة ولو بعد حين، ومن يرى خلاف هذا يظلم نفسه وجماعته في معترك الحياة السياسية.
الجماعات المسلحة قد تستسهل إزهاق أرواح جنود الوطن في الجيش والأمن وتقدم من حين إلى آخر على سفك الدماء بلا تفكير في عواقب جرائمها الآثمة وتنغمس في لعبة الاستهتار بالأرواح والدماء إلى يوم الحساب. ثم تجد نفسها نادمة كل الندم ولكن بعد أن يكون فات وقت الفائدة من الندم.
السير في عالم السياسة يشبه السير على شفرات السيوف.. من سها أو غفا مات، ولا يفيد في شيء أن يقال له: كان الله في عونك لأن الموتى لا يسمعون الكلام، فهم قد خرجوا من عالم الحياة الدنيا التي فيها سياسة وصراع على مقاعدها كما هو معهود.
الخلاصة
مهما تكون المشكلات والمنغصات في الوقت الراهن اليوم فهي مختلفة عن الأمس، وربما يكون الغد أفضل.. من أجل هذا الناس تفتح عيونها على اليوم وتتطلع إلى الغد وتنسى او تتناسى شيئاً فشيئاً معظم حوادث ورجال الأمس.
اليمن بجواره لدول الخليج وموقعه الاستراتيجي وثرواته الواعدة له مكانة عظيمة في السياسة الدولية في كل العصور.. ورجال ونساء هذا الوطن ينبغي أن يتعلموا كيف يتعاملون مع الآخر على الصعيد الإقليمي والدولي.. والخير قادم بلا شك.
وحتى ذلك الوقت علينا أن نعمل مع أنفسنا الكثير.